Benzema Ballon D'Or GettyImage

بنزيما يفوز بالكرة الذهبية ..انتصار للمهمشين وإعادة النظر في تقييم العاهات!

فاز كريم بنزيما بالكرة الذهبية للمرة الأولى في تاريخه بعد موسم حافل نجح فيه في مساعدة فريقه، ريال مدريد، على حصد بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا رغم غياب الملكي عن الترشيحات!

بنزيما فاز بالجائزة والكل كان متوقعًا ذلك، خاصة وأنّ كأس العالم ليس في الحسبان، فلا أحد ينكر أنّ ما قدّمه اللاعب في الموسم المنصرم لم يكن غير اعتيادي على الإطلاق.

ولكن فوز بنزيما بالكرة الذهبية يفتح الباب للعديد من الأمور، أهمها تقييم الجمهور للاعبين واعتبارهم "عاهات" لمجرد غيابهم عن القيام بالأدوار التي افترضنا أنها أساس مركزهم في المقام الأول.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بنزيما انتصر لهؤلاء الذين يلعبون كرة القدم ويقدمون أدورًا مركبة قد لا يشعر بها أحد، إلا أنّه حينما انتصر لهم كان أيضًا بسبب قيامه بالأدوار المنتظرة من مركزه كمهاجم.

ولكن هل نستغل هذه الفرصة للتفكير قليلًا وإعادة النظر في أسلوبنا لتقييم اللاعبين؟ أم أن الأمر سيمر دون اهتمام ولو تراجع مردود بنزيما التهديفي سيعود الجمهور لوصفه بالعاهة؟

أدوار لا مراكز

Karim Benzema Real Madrid MarchGetty Images

في قديم الزمن كانت كرة القدم تعرف بالمراكز، هناك حارس وظيفته التصدي للكرات وهناك دفاع يمنع وصول الكرة للحارس من الأساس.

هناك لاعب ارتكاز وظيفته قاطع للكرات وآخر صانع ألعاب وجناح يمسك الخط ويلعب العرضيات ومهاجم وظيفته الأساسية هي تسجيل الأهداف.

لكن مع الوقت تغير هذا الأمر، وكل مدى يتجه المدربون إلى تعظيم قيمة دور ومهام اللاعب حتى لو أصبح ذلك بعيدًا عن وظيفة مركزه السابقة، فلا مانع من أن يكون السبب الرئيسي لجلب حارس مرمى هي قدرته على اللعب بقدميه والتمريرات القوية.

لا مانع من لاعب ارتكاز بمهمة تمرير الكرات الكاسرة للخطوط، ولا مانع من مهاجم يفتح المساحات للاعب في مركز الجناح!

هكذا كان بنزيما لفترة طويلة من الزمن، مهاجم صريح على الورق لكن وظيفته السماح لرونالدو بالهروب من الرقابة وتسجيل الأهداف.

وقتها تأثر مردود كريم التهديفي كثيرًا، وربما مع الوقت – ولأنه أصبح خيار كل المدربين للعب بجوار رونالدو – فقد إمكانياته التهديفية وأصبح في نظر الجمهور عاهة.

بالطبع قدّم كريم مباريات سيئة للغاية، بل ومر عليه مواسم لم يكن فيها بين أفضل المهاجمين في العالم، لكن كل هذا طبيعي وخاصة لو أنّ الجميع اعتبره عاهة لمجرد القيام بأدوار وضعها له المدرب بامتياز واقتدار.

وقت التقدير

Karim Benzema Ballon d'OrGetty/GOAL

ربما فوز كريم بنزيما بالكرة الذهبية – الذي اعتبره البعض من مستحيلات الكون منذ خمس سنوات مثلًا – يكون فرصة لإعادة النظر في تقييم اللاعبين ككل.

بداية في مسيرة بنزيما نفسه، فربما نستطيع الآن النظر إلى فترته مع ريال مدريد رفقة رونالدو ومعرفة أدواره وقتها وتقييم مدى إجادته للقيام بهذه الأدوار.

هل ساعد بنزيما رونالدو فعلًا على تسجيل الأهداف؟ كيف كان يتحرك دون كرة لفتح المساحة لصاروخ ماديرا؟ كم هدف تسبب فيه كريم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ساهم في تحقيق الملكي للألقاب؟

بل حتى تحركات بنزيما خارج المنطقة تحتاج للتقدير، ليس فقط عن الموسم الماضي بل في مسيرته ككل.

كم مرة اضطر أن يهبط إلى وسط الملعب لإخراج الفريق من الضغط؟ كم مرة كان محطة انطلاق لزملائه وخاصة الأجنحة؟ كم مرة قام بأدوار مختلفة عن وضع الكرة في الشباك؟

ولو نظرنا إلى الصورة الأكبر، ربما علينا إعادة النظر في تقييمنا للاعبين وعدم التسرع في وصف "عاهة" الذي يلازم البعض حتى يجبرهم أحيانًا على الاعتزال أو اللعب في مستويات أقل مما يستحقون!

ربما نفهم سر إصرار جوارديولا على إيدرسون، ووجود بوسكيتس أساسيًا في برشلونة ومنتخب إسبانيا، وأهمية الأدوار المركبة لبيرناردو سيلفا، وطريقة توظيف محمد صلاح في الموسم الحالي.

ربما لا ننتظر من مهاجم أن يسجل لنشيد به، ولا من حارس أن يتصدى لكرة صعبة ليحصل على التقدير، أو من ارتكاز أن يقطع الكرة ليتم منحه ما يستحقه، ربما نعيد النظر في كل شيء.

لكن لا يبدو أن الأمر سيحدث قريبًا، لأن ذاكرة جمهور الكرة قصيرة، وما يتم مدحه اليوم قد يُسحق غدًا، وما يلمع كالنجوم اليوم قد يصبح سرابًا غدًا!

تحية لكريم بنزيما، وتحية للمهمشين الذين يحصلون على التقدير قبل الاعتزال!

إعلان