الونش - مروان محسن - القمة 117 - الزمالك - الأهلي

رباعي من الزمن الجميل .. ليت بإمكان الأهلي والزمالك الدفع بهم في نهائي القرن!

الخطأ لم يعد مسموحًا به، ليس هناك أي فرصة أخرى للتعويض، فإذا خسرت هذه النسخة، ربما تنجح في تحقيق نسخ أخرى، لكن سيكتُب التاريخ وسيظل عالقًا بالأذهان أنك خسرت ما سماه الجميع بـ"نهائي القرن"، النهائي الذي تشهده الكرة المصرية والإفريقية لأول مرة في تاريخها، حينما يلتقي الأهلي والزمالك في 27 من نوفمبر الجاري، على استاد القاهرة الدولي، في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مصر.

تاريخ لن ينساه كل من يعيش هذه الأيام، سيظل يردده كثيرًا على أبنائه وأحفاده وكافة الأجيال المقبلة، إما أن يُقال نجم الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني أن يقود الشياطين الحمر لحصد لقبهم الأول بعد غياب للأمير السمراء عن القلعة الحمراء لمدة سبع سنوات، وإما أن يقال البرتغالي جايمي باتشيكو اقتنص اللقب للفارس الأبيض، الذي لم يذقه منذ 18 عامًا، فالإنجاز لأيهما سيكون؟

اقرأ أيضًا | شماعة بتروسبورت ولا مشكلة إذا خرجنا من البطولة .. كواليس مخاصمة لقب إفريقيا للأهلي

الموضوع يُستكمل بالأسفل

حسابات فنية كثيرة، أوراق مبعثرة في مراكز ومرتبة ومستقرة في أخر لكلا الفريقين، كلا المدربين يخشى يجد جديد على فريقه خلال الـ48 ساعة المقبلة، يجعل أي من اللاعبين يغيب عن اللقاء، خاصةً مع وجود إصابات بفيروس كورونا بصفوفهما.

تفاصيل صغيرة للغاية هي ما تحسم مثل هذه المباريات الكبيرة، كلاهما يمتلك الخبرات والإمكانيات لحصد اللقب، لكن من يخطأ لا يلومن إلا نفسه، ولأن الخطأ غير مسموح به يوم الجمعة المقبل، نأخذكم في تقرير تخيلي عن اثنين من نجوم الزمن الجميل بكل نادٍ فريقهم بحاجة إليهم، لسد ثغرة، قد يتسلل منها الفريق الآخر إلى مرمى فريقه..

البداية مع صاحب الأرض الزمالك، الذي يخسر واحد من أهم لاعبيه في هذا النهائي ألا وهو المدافع محمود حمدي "الونش"، الذي طاله الفيروس اللعين قبل أيام، وبنسبة كبيرة لن يلحق بالمباراة..

الونش قدم أداءً رائعًا في الفترة الأخيرة، وظهر بصورة مميزة مع منتخب مصر خلال مواجهتي توجو الأخيرتين بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021، حتى أنه كان صاحب هدف الفوز الوحيد في اللقاء الأول، وواصل تألقه في اللقاء الثاني، قبل أن يضربه الفيروس.

شارك المدافع الأبيض في 9 مباريات بالنسخة الجارية من دوري الأبطال، بدايةً من دور المجموعات، فاز فريقه في 4 منها، وتعادل في 3، وخسر 2.

خلال هذه المباريات، أوقف الونش 9 هجمات للمنافسين، بجانب أن ما يميزه هو دقة تمريرات، إذ أن مركزه لا يحتمل الخطأ أمام المرمى، فمرر الكرة 270 مرة، منها 2018 صحيحة، أي بنسبة 80.74%.

في ظل غياب الونش، فإن الزمالك في حاجة لمدافع من الزمن الجميل لتعويضه، مدافع تتمنى الجماهير لو يعود يومًا واحد للحياة وإن كان حتى لن يعود للملعب ألا وهو الغزال إبراهيم يوسف، الذي أبكى الملايين بوفاته في 11 يوليو 2013، بعد تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة.

إبراهيم يوسفإبراهيم يوسف

الغزال الذي اعتزل الملاعب مجبرًا، بعدما تعرض للإصابة بقميص منتخب مصر، هو أكثر لاعبي الجيل القديم من القلعة البيضاء، الفريق في حاجته بنهائي القرن.

يمكننا أن نسرد القليل عن مسيرته كي يعلم الجميع أنه الخيار الأنسب في هذا النهائي – وليته كان متاحًا – كان مدافعًا هدافًا، حتى نجح في الحصول على لقب أفضل لاعب بالدوري المصري في أحد مواسمه، بجانب احتلاله المركز الثالث كأفضل لاعب في إفريقيا عامي 1984 والثالث في العام التالي.

الغزال الذي حصد لقب إفريقيا من قبل مع الزمالك مرتين عامي 1984 و1986، إذ تخلينا وجوده في نهائي القرن، فيمكنك أن تتأكد أن مرمى الأبيض حصن منيع، لن تصله هجمات الأحمر.

أحد المراكز التي تسبب أزمة لباتشيكو أيضًا هو الظهير الأيمن، والذي يلعب به بشكل أساسي حازم إمام، لكنه عاد مؤخرًا للتدريبات بعد غياب بعدما أصيب بفيروس كورونا، وربما لن يكون جاهزًا بدنيًا وفنيًا لبدء المباراة.

إمام شارك في 6 مباريات بهذه النسخة من دور المجموعات، فاز فريقه في 3 منها، وتعادل في واحدة، وخسر 2 آخرين، ويتميز بدقة تمريراته التي وصلت نسبتها إلى 86.32%، بجانب إيقافه لـ8 هجمات خطيرة للخصوم.

التقارير أكدت أن باتشيكو سيدفع بالظهير الأيمن الشاب أحمد عيد بدلًا من حازم حال عدم جاهزيته، ورغم أن عيد قدم أداءً رائعًا مع الأبيض في المباريات التي شارك بها إلا أن نهائي القرن ربما يكون ضغطًا كبيرًا على لاعب عمره 19 عامًا، فمَن من الزمن الجميل تتمنى الجماهير عودته؟

عديد النجوم شغلوا هذا المركز في القلعة البيضاء، الاختيار من بينهم صعب، لكن يمكننا الاستقرار على إبراهيم حسن، الذي هو أفضل اللاعبين الذين مروا على هذا المركز في تاريخ الكرة المصرية..

إبراهيم حسن الأهلي مصر اسكتلندا 1990Getty

مركز الظهير يحتاج لاعبًا يجيد الدفاع وفي الوقت نفسه إمداد الهجوم بالعرضيات والانطلاق التي توصله للمرمى بصورة أسرع وأسهل، لذلك وجود الأسطورة إبراهيم حسن في هذا اللقاء، ربما يجعلنا نرى مباراة مختلفة تمامًا.

إبراهيم كان أحد عناصر الجيل الذهبي للزمالك، يمتاز هو وتوأمه حسام حسن بالحمية والروح القتالية في الملعب، بخلاف مهاراتهما، وهو ما يحتاجه اللاعبين في لقاء كنهائي القرن، بالإضافة إلى إجادته للشق الدفاعي والهجومي في آن واحد دون إحداث أي خلل.

اقرأ أيضًا | زمالك عاجز وأهلي ثابت .. طرفا نهائي القرن دون الأجانب

بالانتقال إلى ضيوف هذا النهائي، الشياطين الحمر، الذي اختلف أدائهم بصورة كبيرة مع موسيماني عما كان عليه الوضع مع المدرب السابق السويسري رينيه فايلر، أصبح هناك لمسة فنية مختلفة في الأداء وروح جديدة بالملعب.

أهم المراكز بالقلعة الحمراء التي تحتاج إلى دعم هي قلب الدفاع والهجوم، وهنا سنختار نجمين من الزمن الجميل..

البداية مع قلب الدفاع والذي سيكون الأنسب له الصخرة وائل جمعة، صاحب الصولات والجولات مع الأهلي بمصر وبإفريقيا حتى وصل للعالمية بكأس العالم للأندية 2006.

وائل جمعة

وجود جمعة وحده في خط الظهر كان كافيًا لجماهير المارد الأحمر للاطمئنان على مرماهم وعلى صده لهجمات المنافسين مهما كانوا.

ما يرجح كفة وائل جمعة كذلك في اللقاء خبراته الكبيرة في التعامل مع مثل هذه المباريات، فهو من حصد اللقب القاري في ست مرات من قبل، ومنها ما جلبه من أرض الخصوم وعاد به منتصرًا إلى القاهرة.

أما بالهجوم، وفي ظل عدم رضا الجماهير عن أداء الثنائي مروان محسن وأليو بادجي، فمن يمكنه سد هذه الثغرة سوى القناص والمهاجم +90 عماد متعب، فبخلاف خبراته وكونه واحدًا من الجيل الذهبي الذي حصد اللقب القاري خمس مرات من قبل، فهو المهاجم الذي إن عانده الحظ أمام كافة الخصوم، فلن يفعل أمام الزمالك، فكما يقولون "كعبه عالٍ" على الفارس الأبيض.

عماد متعب

متعب يجيد تمامًا التألق في مثل هذه المباريات، مهاجم يمكنك انتظار تسجيله للأهداف حتى مع الثواني الأخيرة بالمباريات، فهو من اقتنص أهداف للأهلي في الدقيقة +90 في المباريات التي كانت تشير نتائجها للتعادل أو الهزيمة في وقت كان به لاعبًا لا يلعب سوى لبضع دقائق فقط.

رباعي لا يمكن أن يشارك في هذه المباراة، لكن أمنيات الجماهير لم كان بالإمكان لشاركوا، الأمل مُعلق بالمجموعة المتاحة، فأيهم سيسد ثغراته ليظفر باللقب؟

إعلان