نأكل اليوم ونجوع غدًا .. لابورتا يدمر مستقبل برشلونة بصفقات نارية!

في البداية ترك رئيس برشلونة، جوان لابورتا، لاعبه الأسطوري ليونيل ميسي يرحل عن الفريق الكتالوني متأثرًا بدموعه في مشهد عاطفي لا مثيل له، أغضب منه عشاق البلوجرانا كلهم بلا استثناء.

وبدا للجميع أن الرجل الجديد لا يملك أي شيء يمكن أن يضيفه للفريق في المواسم المقبلة، وأن فمه "الثرثار" لم يكن يعي ما يقوله لأعضاء النادي الذين وثقوا فيه وانتخبوه.

وعودًا كاذبة، وتخبطات إدارية واضحة للكل، ومعاملة سيئة لأحد لاعبي برشلونة الشبان الذي سعى النادي من قبل بقوة للتعاقد معهم، والحديث بالطبع عن فرينكي دي يونج الذي تخرج الأخبار كل يوم عن محاولات لابورتا لطرده.

المحصلة في هذا الحديث أننا نتحدث عن خراب برشلونة المتوقع من خلال هذه الإدارة، لكن الفترة الماضية شهدت تغيرًا ملموسًا في ملف التعامل مع التعاقدات.

البعض يصف المرحلة الحالية أنها أسطورية في تاريخ النادي، وآخرون يشعرون أن هذا هو آخر مسمارًا يدق في نعش البلوجرانا.

نحن لن نتحدث عن الاختلافات والجودة، لكننا بصدد مناقشة الكيفية، فكيف تحول هذا الرجل الكاذب إلى منقذ برشلونة من الغرق؟

أو الشخص الذي سيضع رصاصة الرحمة في قلب البلوجرانا، سميها كما شئت.

كيف خرج برشلونة من عنق الزجاجة؟

في يونيو الماضي، قام أعضاء المجلس بتفويض لابورتا لبيع أصول النادي لصناديق الاستثمار التي يمكن أن تمول الكيان على المدى القصير للخروج من وضعه الاقتصادي الصعب والقدرة على التوقيع.

والأهم من ذلك، أن يكون قادرًا على إتمام التعاقدات الجديدة وتجديد عقود اللاعبين الذي من الوارد رحيلهم خلال هذا السوق.

Getty Images

وبالفعل، باع برشلونة "الحزمة الأولى" من أصوله المالية وأعلن في 30 يونيو عن اتفاقية مع صندوق الاستثمار "Sixth Street" لبيع 10 ٪ من حقوق البث التلفزيوني في المواسم الـ 25 المقبلة مقابل 207.5 مليون يورو.

مع هذا البيع، أنهى الفريق الكتالوني السنة المالية 2021-2022 بأرباح، وهو عامل رئيسي في حل وضعهم المالي المعقد والاقتراب من تلبية متطلبات اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني لتسجيل اللاعبين.

الآن، يريد برشلونة تفعيل "رافعة" اقتصادية ثانية لجمع الأموال والحصول على السيولة للتوقيعات الجديدة وأيضًا حتى لا يصبح حد راتبه سالبًا هذا الصيف، ويجب إغلاق هذه العملية قبل 31 يوليو، حيث أن في ذلك الوقت تتفق أندية الليجا على حدود رواتبهم.

Getty

يتوقع النادي كسب حوالي 300 مليون يورو إضافية من خلال بيع 15٪ أخرى من حقوق البث التلفزيوني وكذلك 49.9٪ من أسهم شركة برشلونة للتراخيص والتجارة للحصول على إجمالي 600 مليون يورو، وبالتالي يمكن تسجيل اللاعبين.

كما أن برشلونة يأمل في خروج بعض الأسماء التي لا يحتاجها من الفريق، مثل: الحارس نيتو، صامويل أومتيتي، أوسكار مينجيزا، ريكي بوتش، مارتين برايثوايت وممفيس ديباي، حيث أن تلك التحركات من شأنها أن تخفض فاتورة الرواتب من 560 مليون يورو إلى 400 مليون يورو.

ماذا فعل برشلونة في سوق الانتقالات الحالي؟

برشلونة دخل سوق الانتقالات الحالي وكأنه لا يواجه أي مشاكل على الإطلاق، بل أن الأمور في النادي الإسباني جميلة ولطيفة مثل أجواء مدينة كتالونيا الساحرة وتشعر وكأن الفريق بات قريبًا حتى من التفاوض مع باريس على عودة ميسي.

البلوجرانا قد تعاقدوا بالفعل مع فرانك كيسييه من ميلان، وأندرياس كريستنسن من تشيلسي، بصفة مجانية، وحرص النادي أن تكون مكافأة التوقيع الخاصة بهم مدرجة في الراتب الذي تفاوضوا عليه بالفعل، مما يجعلهم يتناسبون مع معايير الإدارة الجديدة في هذا الشأن حتى لا يتم تجاوز حد رواتبهم مرة أخرى.

فيما أن برشلونة قد أغلق بالفعل صفقتي رافينيا من فريق ليدز يونايتد، وروبرت ليفاندوفسكي من نادي بايرن ميونخ، واستغل البلوجرانا حالة الضغط الذي فرضها الثنائي على أنديتهم من أجل الرحيل إلى كتالونيا.

والمدهش في هذا السوق، أن برشلونة قد قام بعمل كل هذه الصفقات بإجمالي صرف يصل إلى 115 مليون يورو، ورغم ذلك لم تفشل الإدارة في ملف تجديد عثمان ديمبيلي، بل خضع الفرنسي في النهاية إلى متطلبات البلوجرانا.

فيما أن التقارير تشير إلى وجود محاولات من قبل برشلونة للتعاقد مع مدافع فريق إشبيلية جول كوندي هذا الصيف، فيبدو أن الصرف لن يتوقف.

الأمر الذي يجعلنا نسأل حول وضعية برشلونة في السنوات المقبلة، وكيف سيؤثر ما حدث على دخل النادي، وكيفية تجنب الوقوع في المشاكل المالية مجددًا.

كيف يتجنب برشلونة تكرار الأزمة المالية في السنوات القادمة؟

على الرغم من أن برشلونة قد استطاع إغلاق العديد من الصفقات، وربما قد يزيد منهم، إلا أن الفريق الكتالوني سيظل في وضع اقتصادي صعب.

لأن البلوجرانا سيضر بأصوله الاقتصادية الرئيسية مما سيقلل من دخله في المواسم القادمة، ولتجنب تلك الكارثة، يحتاج النادي إلى تعظيم دخله "غير الرياضي" من خلال الرعاية والأموال المعتمدة على ملعب "كامب نو" الجديد.

Getty Images

سيكون من الضروري أيضًا أن يعود الفريق إلى تقدمه الرياضي من حيث تحقيق البطولات الهامة مع هذا الفريق الجديد، والأولوية الآن هي الفوز بالدوري الإسباني، حيث لم يرفع برشلونة اللقب منذ عام 2019.

والأهم من ذلك، التطور في بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يجب أن يعود الفريق إلى الدور ربع النهائي بانتظام على الأقل لضمان مستوى جيد من الدخل.

وأخيرًا، يجب على برشلونة منع فاتورة الرواتب من الارتفاع مرة أخرى وإطلاق سراح ما يسمى بـ "الأبقار المقدسة" لكي يبني الفريق منظومة جديدة لا يوجد فيها مشاكل مالية.