Nadia NadimGettyImage

حكاية نادية - رصاصة طالبان قتلت والدها لتقود هجوم مانشستر سيتي


بقلم    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

لأن الحياة ليست بائسة دائمًا!

طفلة تحلم بالاستمتاع بحياة طبيعية، تذهب للمدرسة رفقة صديقاتها وتقضي أوقاتها بين اللعب والمرح، ولكن ويلات الحروب تقضي على الأحلام وتجعل الصغير يكبر قبل الآوان.

نادية نديم، طفلة من أفغانستان، استيقظت ذات صباح على صراخ وعويل، الجميع يبكي والخوف يملأ الوجوه، حقيقة استغرقت فترة لتفقهها، والدها رحل عن الحياة، اغتالته رصاصة من طالبان.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الخوف والرعب والقلق والحزن، مشاعر اجتمعت سويًا في قلب والدتها، حتى أنّها لم تكن تفكر كثيرًا في وفاة زوجها ولكن في مستقبل طفلتها الصغيرة، أين المفر؟

الحرب خطفت رب الأسرة، ولكن لابد للحياة أن تستمر لذلك لم يكن هناك مفر سوى الجنوب، السفر إلى باكستان لفترة مؤقتة قبل الرحيل إلى أرض جديدة وقارة جديدة وربما حياة جديدة.

سافرت نديم إلى إيطاليا ولم تستمر طويلًا قبل أن تخطط الأسرة للذهاب إلى لندن، ولكن تشاء الأقدار أن تنجرف رحلتهم شمالًا لتحط أخيرًا في الدنمارك.

Nadia Nadim

لاجئة تركت بلاد الصحراء والجبال لتعيش في مناطق الثلوج عند الفايكنج، تعود إليها طفولتها الدفينة وتحاول أنّ تقوم بالشيء الذي عشقته من أبيها؛ لعب كرة القدم.

انضمت نديم إلى فيبورج وبدأت في احتراف كرة القدم، خطوة بخطوة أثبت قدراتها وإمكانياتها كمهاجمة من طراز رفيع لتتوج كل هذا بالانضمام إلى المنتخب الدنماركي وتخوض 74 مباراة دولية مسجلة 22 هدفًا وقادتهم للوصول لنهائي اليورو العام الماضي قبل الخسارة أمام هولندا.

تقول نديم عن شغفها بالكرة: "أحب كرة القدم، لقد عشقتها منذ أن كنت طفلة صغيرة بسبب والدي، وكنت دائمًا أتمنى اللعب في أحد الفرق الكبرى".

بعد فترة نجاح في الدنمارك، انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتقضي فترة مع فريق سكاي بلو ثم بعدها إلى بورتلاند وتقدم 4 مواسم مميزة دفعت نادي مانشستر سيتي للتعاقد معها.

تتابع: "سعيدة للغاية لأجل عودتي لأوروبا لأنني أهدف دائمًا إلى الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا للسيدات، وأرى أنّ الفريق لديه الإمكانيات للقيام بذلك".

Nadia Nadim

ورغم حبها لكرة القدم، لكنّها لم تهمل دراستها. نديم التحقت بكلية الطب وترغب في العمل بمجال الجراحة وبالتحديد جراحة التجميل بعد اعتزال كرة القدم، وذلك لمساعدة كل ما تسببت الحروب في فقده لأحد أعضائه أو تشوه وجه، لكي تقف كلاجئة مع كل لاجيء ومحتاج.

نديم قهرت الخوف، رفضت أن تنهي الحرب حياتها، وتحولت إلى مهاجمة تقود منتخب الدنمارك ومانشستر سيتي نحو الألقاب.

إعلان