Pep Guardiola Manchester City 2019-20Getty Images

تحليل - مباراة نورويتش أكدت "جهل" جوارديولا بأكبر ثغرة في خصمه!

جاء سقوط مانشستر سيتي على يد نورويتش سيتي هذا الأسبوع مدويًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليس لأنها هزيمة بطل آخر موسمين على يد فريق صاعد، بل أمام فريق مثقل بغياب نحو 10 لاعبين بينهم 4 على الأقل من العناصر الأساسية.

ولم يكن ترتيب مباريات نورويتش في الموسم الجديد رحيمًا بالفريق، حيث خاض 3 مباريات أمام «الستة الكبار» في أول 5 جولات بالموسم، فخسر أمام ليفربول وتشيلسي، قبل أن يحقق المفاجأة وينهي سلسلة من 18 مباراة للسيتي دون هزيمة في الدوري.

 وكما جرت العادة، هيمن سيتي على الاستحواذ على الكرة بنسبة 69 في المائة، وسدد 8 مرات على المرمى، بينما أحرز نورويتش من محاولاته الثلاث على المرمى.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

 ومع تركيز المدافعين على الحد من خطورة هداف نورويتش تيمو بوكي، بمراقبته بأكثر من لاعب، فإن ذلك يسمح لباقي اللاعبين بالظهور أيضًا، وأكثر من استفاد هو كانتويل الذي حصل على تمريرتين حاسمتين من زميله أمام تشيلسي ومانشستر سيتي.

لكن الأسلوب الهجومي، تحت قيادة المدرب دانييل فاركه، ساعد بوكي بشدة على التألق أمام الكبار، حيث سجل 3 أهداف، وصنع هدفين، خلال تلك المواجهات، وبات ثاني هدافي الدوري الموسم الحالي.

لكن دعونا نخوض أكثر في التفاصيل التكتيكية لهذا الانتصار عبر نقطتين هامتين.

1. خطة فاركه تركزت على جزئين

لقد كانت المباراة بمثابة عمل بطولي لنورويتش سيتي، ولم يأت الفوز بمجرد وضع الحافلة أمام المرمى أو اللعب بشجاعة فقط، بل كان انتصارًا تكتيكيا لدانييل فاركه يمكن تقسيمه إلى جزأين متميزين.

بدون كرة، اعتمد نورويتش على طريقة 4/2/3/1 بشكلها الحرفي تقريبًا، باختلاف ملحوظ عن طرق اللعب المفتوحة التي انتهجها المدرب الألماني في المباريات السابقة هذا الموسم، أو اللجوء لطريقة 4/5/1 التي تلجأ لها معظم الفرق بشكل طبيعي عند الدفاع.. لقد وازن فاركه بين الأمرين.

الإبقاء على الشكل W وتضييق المساحات في خط الوسط، ساهمت في تسهيل مهمة الجناحين في قطع التمرير لدافيد سيلفا وإيلكاي جوندوجان بينما أغلق اللاعب في المركز رقم ١٠ ماركو شتيبرمان الطريق على رودري مانعًا إياه من صناعة اللعب.

Norwich City celebrate 2019-20Getty Images

طريقة لعب نورويتش جعلت الرباعي الدفاعي للسيتي يُمررون الكرة دون مضايقة "طالما لم تكن مؤثرة هجوميًا"، لكن في اللحظة التي كان يتم فيها التمرير لظهيري السيتي كان يتم الضغط القوي عليهم نظرًا لأنه كان يمكن محاصرتهم لأنهم بذلك يكونون بجانب خط التماس.

أما الجزء الثاني من خطة فاركه فكان الخروج بهدوء تحت ضغط مانشستر سيتي، اعتمادًا على مثلثات التمرير من لمسة واحدة حتى عندما حاول مانشستر سيتي الاعتماد على طريقة "الكونتر برس" في الضغط أو محاصرة حامل الكرة في نورويتش.

متوسط تمركز نورويتشمتوسط تمركز نورويتش سيتي

لطالما شاهدنا نورويتش سيتي ينجح في الخروج بالضغط بفضل تمريرات لاعبيه من لمسة واحدة، والكرات المشتركة، وهذا أسلوب لم تنجح فرق كبيرة حتى في القيام به أمام السيتي "الشرس" في الضغط.

هذا التكتيك لم يجعل نورويتش محاصرًا في مواقعه، وتدريجيًا وجد مانشستر سيتي نفسه في موقف غير المبادر الذي طالما اعتاد عليه، لم يكن سهلاً عليه الوصول لمرمى نورويتش سيتي. كان تشكيل نورويتش موزعًا بـ6 في الخلف و4 في الأمام. دون تمادي في الدفاع أو بالاندفاع الهجومي غير المحسوب.

2. جوارديولا بدون حيلة

للتغلب على مانشستر سيتي مع جوارديولا فالأمر لا يقتصر على أن تكون مثاليًا ومحظوظًا فحسب، بل أن يكون السيتي وجوارديولا ليس في يومهما!

بالنسبة لجوارديولا يجب لومه لأنه لم يعرف أين ثغرة نورويتش سيتي الحقيقية.

المدرب الإسباني ركز في هجومه على نورويتش سيتي على الهجوم عبر الأجنحة، علمًا أن نورويتش سيتي استقبال الأهداف وتهدد مرماه بانتظام في المباريات الأخيرة من الهجوم من العمق وليس الأطراف.

الشيء الآخر أن جناحي مانشستر سيتي، رحيم ستيرلينج وبرناردو سيلفا تماديا في فتح الملعب بشكل مبالغ فيه لدرجة أنهما التقصا بخطوط التماس تقريبًا، والأمر الأخر أنه لم يتم دعمهما "بالانطلاقات" من الظهيرين من خلفهما للقيام بتكتيك "الأوفر لاب" كما اعتاد السيتي" بسبب تكتيك نورويتش مع الظهيرين الذي شرحناه في الجزء الأول، هذا ما جعل ستيرلينج وبرناردو سيلفا يُحاولان فقط بمفردهما التغلب على ظهيري نورويتش.

عندما كان دي بروينه يشارك في البداية كان يساند الطرفين ويعطي لهما المساحات، لكن في غيابه من البداية كانت أدوار دافيد سيلفا وجوندوجان محدودة في خلق المساحات.

عندما دفع جوارديولا بدي بروينه كانت تعليمته له بالميل أكثر ناحية اليمين ولعب الكرات العرضية للمنطقة، ورغم أنه دخل بعد مرور ساعة من اللعب، فقد كان دي بروينه أكثر لاعبي المباراة إرسالاً للكرات العرضية (13 كرة عرضية)، لكن تمريرة واحدة فقط كانت صحيحة.

Man City crosses GFXالكرات العرضية للسيتي أمام نورويتش

وفي المجمل لعب السيتي 47 تمريرة عرضية (كما توضح الصورة أعلاه)، وهو رقم لم يتحقق أبدًا في أي مباراة للسيتي، ويمثل أكثر من ضعف متوسط تمريراتهم العرضية في الموسم.

لجوء السيتي لحل العرضيات كان في صالح مدافعي نورويتش، فمن أصل 47 تمريرة عرضية، نجح مدافعو نورويتش في الفوز بـ39 منها.

كان يمكن للسيتي أن يصنع الفارق ويهدد نورويتش أكثر إن ركز في هجومه من العمق، لكن بسبب غياب الانسجام بين لاعبي الوسط بسبب عدم المشاركة معًا كثيرًا، مع معانقة اثنان من أفضل عناصر السيتي لخط التماس فقط دون مشاركة في اللعب، جعل نورويتش يعرف كيف يقوض السيتي.

إعلان