Ronaldo Messi Lewandowsi splitGetty

الكرة الذهبية والجوائز الفردية ومعضلة الأحقية .. لماذا لا تعبر عن الأفضل؟!

بعد تتويج ميسي بالكرة الذهبية السابعة والجدل الكبير الذي أثاره ذلك، لماذا يجب أن نتوقف عن اعتبار الجوائز الفردية معيار تحديد أفضلية للاعب على آخر؟!

أسدل الستار على حفل الكرة الذهبية الخاص بعام 2021 بتتويج الأرجنتيني بالجائزة السابعة في مسيرته الكروية محققًا رقمًا قياسيًا كسره يكاد يكون مستحيلًا.

ميسي حصد الجائزة رقم سبعة من أصل 65 جائزة تم توزيعها في تاريخ مجلة "فرانس فوتبول"، أي أكثر من 10% من إجمالي الجوائز.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لكن بعد أن نال الجائزة ظهرت العديد من الأصوات التي أكدت عدم استحقاقه لها، وأن ما حققه في العام الماضي لا يرتقي إلى مكانة الكرة الذهبية.

المنطق في نقد الجوائز الفردية!

بعض تلك الأصوات يحمل من المنطق ما يكفي لنتحدث عنه في الأسطر المقبلة، وهو الجانب الخاص بمنطقية تحديد اللاعب الأفضل عن طريق الجوائز الفردية.

كل عام هناك أطنان من المعدن تهدر في صنع الجوائز الفردية، فأي معدن منهم يحدد حقًا من هو اللاعب الأفضل؟!

على سبيل المثال هناك جائزة القدم الذهبية التي حصل عليها محمد صلاح بالأمس، وهناك جائزة جلوب سوكر، وجائزة "ذا بيست" الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم، والكرة الذهبية.

ماذا لو كان بطل كل جائزة من تلك الجوائز مختلفًا عن البقية؟ ما الذي يحدد الأفضل في ذلك الوقت؟ لا شيء، لا شيء على الإطلاق.

الآن حسم ميسي كل شيء! الأعظم في التاريخ يودع رونالدو!

مجرد أصوات وقرارات بشرية!

عند الحديث عن الألقاب الفردية فهناك قسمين، أولهما هو الألقاب التي يتم الفوز بها بتصويت الجماهير أو النقاد حول العالم مثل الكرة الذهبية، والثاني هو الجوائز التي تأتي بناءً على الأداء فقط مثل الحذاء الذهبي.

النصف الذي تقف فيه الكرة الذهبية يلقى الانتقادات لأنه مبني على أصوات وآراء، قابلة للانحياز والتزييف وتتعرض للتأثر بسهولة للرأي الآخر وتأثير وسائل الإعلام.

لنا في عام 2013 مثالًا واضحًا على ذلك، حينما كانت كل التقارير تشير لفوز فرانك ريبيري نجم بايرن ميونخ وصاحب الثلاثية التاريخية بها، لكن حققها كريستيانو رونالدو بسبب مباراة في الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم ضد السويد.

التصويت في ذلك العام تزامن مع تألق رونالدو في تلك المباراة وصعوده بمنتخب بلاده لكأس العالم، فوجد نفسه يحصد حوالي 28% من الأصوات ويحقق الجائزة.

موضوعية غائبة

في بعض الأحيان يتم الاعتماد على أصوات أشخاص قد لا يكونوا متابعين جيدين للبطولات كافة، وحتى لو أرادوا ذلك فالأمر في غاية الصعوبة.

أنت كمتابع شغوف، مهما كان حجم اهتمامك بكرة القدم، كم مباراة تشاهدها في اليوم الواحد؟ وكم مرة في الأسبوع تملك رفاهية الجلوس أمام التلفاز عشر ساعات لتتابع أكبر قدر ممكن من المواجهات.

لذلك مهما كان حجم اهتمام ومتابعة أصحاب الأصوات المؤثرة، فلن يكون صوتهم موضوعيًا، حتى بكل وسائل المساعدة في تلك الأيام من إنترنت وسوشيال ميديا وأجهزة هواتف ذكية وبرامج متخصصة بتحليل وتفنيد الأرقام الخاصة بكل لاعب.

والأسوأ من ذلك أن البعض لا يشاهد ولا يتابع حتى الحد الأدنى من المباريات ونجده على رأس قوائم التصويت، أمثال قادة المنتخبات والمديرين الفنيين لها.

هل تتصور أن المدير الفني لمنتخب سان مارينو كان له صوتًا في تحديد صاحب الكرة الذهبية؟ هل تتخيل أن قائد منتخب نيكاراجوا له دورًا في اختيار اللاعب الأفضل في العالم؟

هؤلاء ربما تكون متابعتهم لكرة القدم العالمية تساوي صفرًا، وغيرهم حتى من قادة ألمانيا أو إنجلترا أو فرنسا، فما بين التدريبات والتحضير للمباريات وخوضها ومحاولة موازنة علاقاته الاجتماعية والعائلية، أين سيجد أي لاعب الوقت ليتابع من هم خارج فريقه أو بطولته المحلية؟!

بيت القصيد

من هنا تغيب الموضوعية تمامًا وبشكل كلي عن اختيارات أصحاب الحق في التصويت للجوائز الفردية ونجدهم يميلون بشكل واضح للرغبة العامة للجماهير في الوقت المتزامن  مع التصويت.

وهذا العام وبعيدًا عن مدى أحقيته بها، كان المزاج العام العالمي يميل منح ميسي الكرة الذهبية عقب الفوز أخيرًا ببطولة قارية مع منتخب الأرجنتين.

لذلك ستبقى دائمًا الجوائز الفردية ناقصة في معايير تحديد اللاعب الأفضل، ولو فاز بها لاعبي المفضل لـ 100 عام مقبل!

إعلان