Real Madrid Champions League 14 GFXGoal

الطريق إلى الـ 14.. كيف عوّض ريال مدريد الفارق الفني مع كل منافسيه؟

أيًا كانت وجهة النظر في الطريقة التي حقق بها ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا، وأيًا كان تقييمك لدرجة التوفيق التي تحلى بها الميرنجي ومدربه كارلو أنشيلوتي في مسيرته نحو اللقب الرابع عشر، إلا أن هناك حقيقتين لابد من التسليم بهما!.

الأولى هي أن ريال مدريد بات بطل دوري أبطال أوروبا، والثانية أن هذا تم بطريقة ما!.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

هل هو الحظ فقط؟

هناك طريقة ما عرف ريال مدريد كيف يعوض بها الفارق الفني المهول بينه وبين كل الفرق التي واجهته، والتي كان العامل المشترك بينها جميعًا أنها اكتسحت ريال مدريد في الملعب بكل الطرق، ثم أتت تلك الطريقة مغلفة ببعض التوفيق لتجعل الميرنجي الآن يحمل الرابعة عشرة.

بالتأكيد هناك دور كبير للجودة التقنية لدى بعض الأسماء التي شكلت الفارق لريال مدريد هذا الموسم، كريم بنزيما وتيبو كورتوا ولوكا مودريتش وفينيسيوس جونيور لم يكونوا طبيعيين بالمرة خصوصًا في الأوقات الحاسمة من دوري أبطال أوروبا.

جودة مصحوبة بثقة كبيرة في القرارات لابد أنها أتت بفعل إرث ما يحمله هذا القميص، وهذا التفسير مريح للغاية لأنه يفسر العديد من الظواهر غير المفهومة التي حدثت في كثير من مباريات هذا الموسم، لكنها ثقة نابعة أيضًا من مدرب عرف كيف يسقي ريال مدريد وتاريخه بهدوء للاعبيه الذين لم يتحلوا بذات الثقة يومًا.. حتى في أزهى عصورهم مع ريال مدريد نفسه كانت هناك حاجة دائمة لبطل مخلّص مثل كريستيانو رونالدو.

ولكن إلى جانب الجودة التقنية، هناك التفاتات تكتيكية لابد أن نعرج عليها حين نتحدث عن قواسم مشتركة استطاع بها ريال مدريد تعويض الفارق الفني مع كل منافسيه منذ بدء المراحل الإقصائية لدوري أبطال أوروبا.

على سبيل المثال، استخدام فيديريكو فالفيردي العبقري في الوقت الحاسم من الموسم كان له فعل السحر في إيصال ريال مدريد لطريقة تواري كثيرًا من عيوبه.

فالفيردي تم استخدامه من قبل أنشيلوتي في الأوقات الحاسمة من هذا الموسم كجناح كلاسيكي في خطة 4-4-2، يتحول في حالات الافتكاك إلى رابع وسط ومساند للظهير الأيمن، وفي حالات الهجوم تنقلب الخطة إلى 4-3-3 ويوجد على الرواق مرسلًا كرات قوية في العمق كتلك التي استقبلها فينيسيوس جونيور وسجل بها أهم هدف في الموسم.

استخدام فالفيردي على هذه الشاكلة أنهى صداعًا في رأس أنشيلوتي حفزه المستوى السيء الذي مرت به كل أجنحة ريال مدريد منذ أول الموسم فيما عدا فينيسوس جونيور، لم يكن أسينسيو ولا فاسكيز ولا هازارد ولا أي حل منح لأنشيلوتي رسم 4-3-3 بشكل مثالي، والأدهى أن هذا أثر على الأداء الدفاعي للفريق، فخطة 4-3-3 تحتاج ظهيري جنب وثلاثي وسط يتحلى بمستوى بدني عالٍ للغاية، وإذا بسطنا تلك الأسماء في ريال مدريد فسنجدها: "كارباخال (30 عامًا) - ميندي (26 عامًا) - كروس (32 عامًا) - كاسيميرو (30 عامًا) - مودريتش (36 عامًا)".

كما ترى.. لا يملك أي من لاعبي ريال مدريد القدرة البدنية على إيقاف فريق هجومي منظم وشاب بهذا المعدل من الأعمار وبالمستوى البدني الحالي إلا ميندي، الباقي قد يتحول في لحظة إلى عالة بدنية على الفريق بأسره، وهنا كان لابد من تدخل.

هكذا أدارها أنشيلوتي

استخدام فالفيردي المثالي من أنشيلوتي حل مشكلة الجناح الأعرج، حل مشكلات عدة في خط الوسط، ضاعف عدد لاعبي ريال مدريد في منتصف الميدان، جعله أكثر قوة في المرتدات لوجود لاعب شاب وسريع ويملك الحلول في منتصف ملعب الخصم.

ما رأيته أنت اكتساحًا من لاعبي منافسي ريال مدريد له في العديد من الأوقات الحاسمة هذا الموسم كان مرشحًا ليكون أعنف بكثير وأكثر شراسة وينتج عنه الكثير من الأهداف لو لم يكن تدخل فالفيردي هذا قد حدث على سبيل المثال.

شيء مثل أن تفقد راموس وفاران اللذين كانا عنصري الدفاع الأساسيين طيلة 10 أعوام، فتلجأ إلى لاعب بايرن متعدد الاستخدامات ديفيد ألابا، وتستخدمه بالشكل الأمثل.

شيء مثل أن تستغل حسمك لليجا مبكرًا فتريح ميليتاو وألابا لمباراة واحدة فقط هي مباراة ليفربول، رغم أن الانتقادات طالتك في الصحافة الإسبانية حول أنهما سيفقدان حساسية المباريات، ولكنهما كانا في الموعد على الرغم من أن ليفربول اخترق دفاعات ريال مدريد أكثر من مرة، ولكن هذا كان أفضل ما يمكن عمله لتلافي فوارق فنية كبيرة بين ريال مدريد ومنافسيه وليس ليفربول فحسب.

20220529 Carlo AncelottiGetty Images

شيء مثل أن تحافظ على حالة مثالية من الاستقرار داخل معسكر ريال مدريد الذي قل الاختراق الإعلامي له بدرجة ملحوظة هذا الموسم، تخفض حدة لغتك في المؤتمرات الصحفية مستفيدًا من تجربة بايرن ميونخ التي عاندت فيها اللاعبين الكبار فوجدت نفسك خارج النادي!.

أشياء كثيرة فعلها أنشيلوتي، أضيفت إلى توفيق كبير لبعض عناصره الهامة، وجودة تقنية لا سبيل إلى نكرانها، وكل هذا أدى إلى الحقيقتين اللتين بسطناهما في صدر المقال، الأولى أن ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا 2022 للمرة الرابعة عشرة في تاريخه، والثانية أن هذا - حتمًا - تم بطريقة ما!.

اقرأ أيضًا..

عاجز وضغط نفسه دون مبرر .. ردود أفعال خسارة صلاح لنهائي الأبطال

مشجع مدريدي | في ليالي الأبطال لا مثيل للريال .. هذه هي شخصية البطل!

مشجع ليفربول.. لأن الكنز في الرحلة، فلن تسير وحدك أبدًا يا كلوب!

إعلان