ArtetaGetty

آرسنال وأرتيتا .. عندما تنفق كل ما لديك لتلعب بنفس الفريق !

موسم محبط مر به آرسنال مع المدرب ميكيل أرتيتا، لترتفع حدة الانتقادات نحو الإسباني وتظهر المطالب برحيله بعد الخروج من نصف نهائي الدوري الأوروبي أمام فياريال.

المشكلة لم تكن في الخروج، بقدر ما هي في الطريقة التي ودع بها آرسنال البطولة بأداء باهت ومتواضع تمامًا أمام المدرب السابق أوناي إيمري.

الاتهامات لم توجه فقط نحو أرتيتا، ولكن إدارة آرسنال ومالك النادي بقيادة ستان كروني والمدير التقني إيدو، بسبب سوء الإدارة وعدم إقالة المدرب في وقت مبكر من الموسم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

إذا كان هذا الوضع في أي فريق طبيعي لكان أقيل أرتيتا بالفعل، ولكن نحن هنا نتحدث عن نادي آرسنال الإنجليزي، حيثما لا يعرف للمنطق أي وجود.

أرتيتا استمر وليس هذا فحسب، بل أتيحت له الأموال وحصل على دعم لا يصدق من إدارة النادي لأول مرة منذ سنوات طويلة ..

كيف أنفق أرتيتا الأموال؟

Mikel Arteta Aaron Ramsdale GFX ArsenalGetty Images

المدرب الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن بالدوري الإنجليزي، أنفق 119 مليون يورو حتى الآن، ومن المقرر أن يزيد المبلغ عن 150 مليونًا بعد ضم آرون رامسديل حارس شيفيلد يونايتد.

الإسباني جلب بن وايت بدلًا من ديفيد لويز في خط الدفاع، ولكنها صفقة كلفت آرسنال 58.50 مليون يورو على مدافع لا يمتلك السمعة الكافية التي تستلزم دفع هذا المبلغ لضمه.

تعاقد أيضًا مع الثنائي نونو تافاريس وألبرت سامبي لوكونجا، كبديلين وعنصرين للمستقبل في مركزي الوسط والظهير الأيسر وهنا لا توجد أي مشكلة في الثنائي.

آرسنال تعاقد كذلك مع مارتين أوديجارد من ريال مدريد بـ35 مليون يورو، رغم عدم إثبات نفسه بالشكل الكافي خلال إعارته مع المدفعجية في النصف الثاني من الموسم الماضي.

Embed onlyGetty

والصفقة المنتظرة هي الحارس المعروف بكوارثه آرون رامسديل، الذي ستزيد قيمة ضمه عن 30 مليون يورو، بعدما هبط اللاعب في 3 مرات مع كل الفرق التي لعب لها وآخرها شيفيلد يونايتد.

ماذا كان يجب أن يحدث؟

James Maddison Leicester 2021-22Getty

آرسنال دفع مبلغ 58.50 مليون يورو على بن وايت، ولكن ماذا عن ويليام ساليبا مدافع الفريق المغضوب عليه من أرتيتا؟

لماذا لم يقم النادي بتوفير هذا المبلغ في التعاقد مع صفقات أخرى، ومنح الفرصة لساليبا الذي لم يحصل على فرصة اللعب لدقيقة واحدة؟

ساليبا كان مصنفًا أعلى من زميله السابق في سانت إيتيان ويسلي فوفانا، ولكن الأخير أصبح من أفضل المدافعين في أوروبا بعد انتقاله إلى ليستر سيتي، بينما أعير ساليبا إلى مارسيليا وهو يؤكد مرارًا وتكرارًا على تعجبه من موقف أرتيتا منه.

آرسنال قرر دفع ما يبلغ من 65 مليون يورو على أوديجارد ورامسديل، بدلًا من التفكير في ضم لاعب آخر متاح وصاحب قيمة أكبر وهو جيمس ماديسون.

صانع ألعاب ليستر سيتي كان منفتحًا للانتقال إلى آرسنال، وهي الصفقة التي كانت ستحدث الفارق بشكل أكبر من أوديجارد الذي لا يزال بحاجة إلى التطور.

James MaddisonGetty

صانع الألعاب النرويجي ليس سيئًا، ولكنه لاعب شاب لم يثبت نفسه بعد، نفس الحال مع إيميل سميث روي، لذلك ما الفائدة من تواجدهما معًا دون أي خبرة؟

الخيار الأفضل للجميع كان ضم ماديسون رغم ارتفاع قيمته، والاكتفاء بأي حارس آخر بمبلغ رخيص أو على سبيل الإعارة مثل نيتو حارس برشلونة، ولكن أرتيتا قرر الدخول في هذه المجازفة ودفع أكثر من 30 مليون يورو في حارس بديل، وكأنه يمتلك رفاهية مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان المالية.

بعد كل هذا الإنفاق الذي حدث، سنجد أن آرسنال سيدخل بنفس تشكيل الموسم القادم بالكامل، باستثناء بن وايت الذي جاء من لويز، في واقعة نادرة في تاريخ أي فريق.

هل يخطط أرتيتا للمستقبل؟ وماذا عن الحاضر الذي قد يشهد إقالته ورحيله عن النادي خلال أسابيع؟

فشل في البيع

Hector Bellerin Arsenal 2021-22Getty Images

رغم إنفاق آرسنال هذه المبالغ الباهظة لكن الوضع يظل كارثيًا قبل أيام قليلة على نهاية سوق الانتقالات الصيفية الحالية.

جرانيت جاكا لم يرحل واستمر بعدما فشل النادي في تسويقه، والفريق لديه أربع أظهرة ناحية اليمين، ولا يوجد منهم من يصلح ليكون أساسي.

هيكتور بيليرين، ويليان، ألكساندر لاكازيت، سياد كولاسيناك، إيدي نكيتياه وإينزلي ميتلاند نايلز ورونار أليكس رونارسون، لوكاس توريرا، جميعها عناصر كانت كفيلة بتوفير ما أنفقه آرسنال، ولكن المدير التقني إيدو جاسبار لا يجيد مهمة البيع

الفريق يظل بحاجة للاعب هجومي لحل مشكلته في تسجيل الأهداف، وكذلك لظهير أيمن، ولكن يبدو الأمر صعبًا بسبب الفشل المستمر في التخلص من العناصر الفائضة عن الحاجة.

والسؤال الأهم هنا، ماذا بعدما أنفق أرتيتا كل هذه الأموال، ولماذا حصل على هذه الثقة المطلقة بعد المستويات الكارثية مع آرسنال، فهو لا يقدم أداء ولا نتائج؟

الوضع لا يبشر بأي خير، ولو رحل أرتيتا كما هو متوقع بعد البداية المتواضعة في الدوري الإنجليزي بالهزيمة أمام برينتفورد بثنائية نظيفة، سيترك من خلفه إرثًا صعبًا على خليفته بسبب هذا الكم من الاختيارات الخاطئة والأموال المهدرة، لتعود الأمور كما كانت عليه وتهاجم الجماهير الإدارة من جديد!

إعلان