لوك ماثيسون: 16 عامًا وسحب البساط من بوجبا.. الآن بات جاهزًا للدوري الإنجليزي

خمس دقائق فقط كانت كافية بالنسبة للاعب لوك ماثيسون لجعل وجوده في عالم كرة القدم الاحترافية محسوسًا وليبرز كواحد من أبرز المواهب في العالم، كان عمره 15 عامًا فقط.

وفي ليلة ثلاثاء تلقى اتصالًا هاتفيًا، مباراة في بطولة تشيكاتريد، فريق روتشديل أمام بوري، ما رأيك؟، حدث ذلك في أول سبتمبر، كان ماتيسون في المدرسة طوال اليوم، بالتحديد كان أول يوم له في السنة الدراسية الجديدة.

لقد كان اليوم الأول في حياته المهنية، في تلك الليلة سافر ماثيسون، المولود في مانشستر إلى سبوتلاند مع والده روب، قام بتغيير ملابسه وحده - القوانين تمنع قيامه بذلك مع زملائه - ثم أخذ مكانه على دكة البدلاء.

13 دقيقة فقط وأتت له الفرصة، فزميله كونور راندل تعرض لإصابة، فنظر المدرب كيث هيل إلى دكة بدلائه ووجه بصره نحو ماتيسون قائلًا.. "بُني، اذهب أنت".

في سبوتلاند في تلك الليلة تواجد كيفين ثيلويل، المدير الرياضي لولفرهامبتون، من أجل متابعة شاب آخر يُدعى دانييل أدشيد، لكن سرعان ما أذهله الظهير الأيمن صاحب الشعر الطويل الذي ظهر من مقاعد البدلاء.

لقد كان من المستحيل أن يتم تجاهل أداء ماثيسون في تلك المباراة، وذلك حسبما قال أحد المتفرجين "إنه لم يتوقف! في غضون ثلاث دقائق قام بخمسة افتكاكات ورفع ثلاث عرضيات رائعين".

غادر ماثيسون سبوتلاند وهو متحصل على جائزة رجل هذه المباراة، كما تم إدراجه في قائمة ثيلويل باعتباره لاعبًا يستحق المتابعة، ويقول أحد المصادر "إذا تحدثت عن اغتنام فرصتك، فقد فعل ذلك جيدًا".

بعد ذلك شارك ماثيسون في الثلاث مباريات الأخرى لفريقه روتشديل ببطولة تشيكاتريد بما في ذلك مباراة أمام مانشستر سيتي تحت 21 عامًا قبل أن يحظى بالمشاركة في دوري الدرجة الثانية في يناير 2019 كبديل أمام فليتوود تاون، ونظرًا لصغر عمره، لم يمكن أن يضع شعار رعاة ناديه على قميصه.

سيحظى بظهورين آخرين أيضًا كبديل، بالإضافة إلى استدعائه ليكون في منتخب إنجلترا تحت 17 عامًا قبل نهاية الموسم. بدأ ماتيسون الموسم الجديد أيضًا بصورة جيدة قبل أن يُعلن عن نفسه وقدراته أمام مانشستر يونايتد في كأس كاراباو في قلب أولد ترافورد في نهاية سبتمبر الماضي.

• اقرأ أيضًا.. صلاح يجاور بيل وبوجبا بقائمة أغنى الشخصيات الرياضية في بريطانيا

ضد فريق مثل مانشستر يونايتد يضم كوكبة من النجوم على رأسهم بول بوجبا وآرون بيساكا وجيسي لينجارد وغيرهم، كان صاحب الـ16 عامًا هو من خطف الأضواء كلها، وتحت أنظار جميع أسرته وأصدقائه، قدّم ماثيسون أداءً شاملًا من خلال تسجيل هدف التعادل لروتشديل، حينها وصل بسرعة جبارة إلى الكرة قبل أندرياس بيريرا ليضعها على الطائر في شباك الشياطين الحمر.

راين ماكلولين، زميل ماثيسون يقول لجول "هذا يظهر ما لديه حقًا، كُنّا نلعب مباراة كبيرة وهو لم يشعر بضيق أو قلق على الإطلاق، يريد أن يُبرز نفسه أمام خصم كبير، وهو فعل ذلك بالفعل، ما حدث يخبرك بكل شيء عن عقليته".

في اليوم التالي لمباراة يونايتد، عاد ماثيسون إلى بلدته وخضع لاختبار مادة علم النفس في المدرسة، إنه أيضًا يدرس علم الاجتماع والتاريخ وحقق تقدير مرتفع للغاية، ويقول دائمًا أنه "يحب التعليم".

يتذكر  ماثيسون أنه تعرض للسرقة في المدرسة في ذلك اليوم، بينما يتذكر جوليان نيكولز سيلًا من استفسارات وسائل الإعلام، بما في ذلك استفسار من شبكة TalkSport الذي طلب رؤية نسخة من ورقة الامتحان. "لقد كان الأمر مجنونًا" وبالطبع تم رفض طلب الشبكة.

في هذه الأثناء استمر صعوده وتطوره على أرض الملعب، بات ماثيسون أساسيًا مع روتشديل قبل أعياد الميلاد، وفي يناير وضع بصمته مرة أخرى على أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذه المرة كان نيوكاسل هو ضحيته في كأس الاتحاد الإنجليزي.

ماكولين يقول عن زميله في هذه المباراة "لقد كان لا يصدق، أُذيعت المباراة على شاشة التلفاز وقد كان فقط يتقدم إلى الأمام، حيث يواجه اللاعبين ذوي الخبرة مرارًا وتكرارًا، لم يتوقف قط".

أحرز ماثيسون هدف التعادل لفريقه في شباك نيوكاسل ليلجأ الفريقان إلى مباراة إعادة في ملعب سانت جيمس بارك وشارك فيها بصورة أساسية حينما كان ضد كريستيان إتسو ومات ريتشي وميجيل ألميرون.

• اقرأ أيضًا.. بيل وثلاثي برشلونة.. فريق أحلام نيوكاسل مع الملاك الجدد

Getty/Goal

خسر روتشديل هذه المباراة بأربعة أهداف لهدف، لكن ثيلويل وولفرهامبتون رأوا ما يكفي، لقد تابعوا تقدمه عن كثب، وفي اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية أكملوا صفقة ضمه بقيمة مليون جنيه استرليني مع إعارته لروتشديل حتى نهاية الموسم.

ثيلويل، القوة الدافعة خلف إتمام ولفرهامبتون لهذه الصفقة، غادر بعدها بأسابيع للعمل في نيويورك ريد بول، ولكنه يعتقد أن ماثيسون كان هديته الكبرى للذئاب بقوله "نعتقد أنه سيكون من أفضل المواهب، إنه كل ما يدور حوله ولفرهامبتون".

امتلك ماثيسون العديد من العروض الأخرى ولكنه اختار ولفرهامبتون لشعوره بأنه الخيار الأفضل له، فالطريقة التي تلعب بها كتيبة نونو سانتو تناسبه كثيرًا، إلى جانب أن المدرب يُفضِّل الاعتماد على لاعبين صغار في السن عادةً، بالتالي فرصته في التطور كبيرة وفكرة الاضطراب ضئيلة للغاية.

يعود ماكلولين للحديث عن زميله بقوله "إنها خطوة لا تصدق، ينبغي أن يناسبه الفريق، لقد ذهب إلى نادٍ عظيم، يهاجم بحيوية، لديه كل ما شيء يجعله قادرًا على النجاح واللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز".

مع احتمال إلغاء دوري الدرجة الثانية الإنجليزي بسبب فيروس كورونا، انتهت رحلة ماثيسون مع روتشديل، سيغادر مع أطيب تمنياته بالتوفيق لناديه الذي صنعه.

الدوري الإنجليزي هو خطوته المقبلة، خطوة أخرى، تحدٍ آخر، امتحان آخر ليجتازه.