عبد الله السعيد

عبد الله السعيد .. صفقة مثالية للأهلي السعودي أم خطوة للوراء؟


بقلم | عادل منصور | فيس بوك | تويتر


عزز النادي الأهلي السعودي صفوفه بصفقة من العيار الثقيل، بضم صانع ألعاب قرينه المصري "عبدالله السعيد"، بعقد مدته عامين، ليُعطي حلول إضافية في الخط الأمامي الذي كان يتوقف تمامًا بمجرد أن يغيب الجلاد السوري عمر السومة بداعي الإصابة أو الإيقاف.

وواجه الدولي المصري مشكلة كبيرة مع ناديه السابق، عندما وقع على عقود انضمامه للغريم التقليدي الزمالك، مقابل 40 مليون جنيه، تسلمها دفعة واحدة في منزله في "الرحاب"، ثم تراجع بعد ذلك، في الجلسة الشهيرة التي جمعته بتركي آل الشيخ والخطيب والمدرب السابق حسام البدري والقائد السابق حسام غالي، حيث قام بمد عقده مع العملاق الأحمر، ليكون موقفه أقوى نوعًا ما إذا قرر رئيس أبناء ميت عقبة تصعيد الأمر لاتحاد الكرة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وتلقى السعيد صدمة العمر، بانقلاب الخطيب عليه في ليلة وعشاها، بالقرار الذي اتخذه بتجميد صاحب الـ33 عامًا حتى إشعار آخر مع الموافقة على إعارته أو بيعه نهائيًا، ردًا على ما فعله بالتوقيع للمنافس المباشر، ليخوض تجربة قصيرة مع كوبيون بالوسيورا الفنلندي على سبيل الإعارة لمدة شهرين، قبل أن يستقر به المطاف مع قلعة الكؤوس.

والسؤال .. هل السعيد الصفقة السوبر التي ستقود الفريق نحو لقب الدوري الرابع .. أم ستكون صفقة للنسيان؟


مكانه في الملعب


يمتاز عبدالله بدقة التمرير في الثلث الأخير من الملعب، فهو صانع ألعاب عصري كما يقول الكتاب، بمرونته في التحرك وأخذ الأماكن المناسبة لدس سمومه في دفاعات الخصوم، أضف إلى ذلك أنه لديه حاسة التهديف

أجاي وعبدالله السعيد.وفي آخر عامين، طّور من أدائه الهجومي وأصبح لديه لمسة اللاعب الهداف القادر على التسجيل من عرضية أو بحل فردي عبقري داخل منطقة الجزاء، ومكانه في أهلي جدة تناوب عليه عبد الفتاح عسيري، تيسير الجاسم وحسين المقهوي كلاعب وسط مهاجم أقرب للمهاجم الثاني في بعض الأوقات.

 عدم ثبات مستوى هذا الثلاثي، خصوصًا في فترة غياب السومة، سبب مشاكل بالجملة في الخط الأمامي للمدرب السابق ريبروف، لكن وجود عبدالله السعيد، سيخلص الأهلي من صداع اللاعب القادر على ربط الوسط بالهجوم في الطريقة التي يلعب بها الفريق في السنوات الأخيرة 4-2-3-1، بالاعتماد على رأس حربة صريح وخلفه لاعب متحرك، وهذه تقريبًا الخطة المُفضلة لعبدالله، بشرط أن يكون اللاعب الحر خلف المهاجم، في نفس مركزه مع المنتخب المصري والأهلي القاهري.


مكسب معنوي


Al-Ahli (Saudi Arabia)

كانت إدارة الأهلي بحاجة لصفقة من هذا النوع، لتكون أشبه بالرسالة لكل المنافسين، وفي مقدمتهم الهلال، مفادها أن عملاق جدة الأخضر يطمح فيما هو أكثر من الوصيف في الموسم الجديد، لذا فصفقة عبدالله السعيد يُمكن وصفها بالصفقة "الإعلامية"، التي ربما تفتح الطريق لقدوم آخرين على نفس جودته، التي يعرفها كل من يُتابع الدوري المصري على مدار العقد الماضي، سواء مع الإسماعيلي أو الأهلي.

وكما نعرف قلعة الكؤوس في طريقه للاستغناء عن اللاعبين الأجانب باستثناء السومة ويُقال "شيفو" –محمد عبد الشافي- سيستقر في "الجوهرة المشعة" بعد انتهاء إعارته، لذا تنتظر الجماهير صفقات أخرى على نفس مستوى أولى الضربات الحقيقية.


السعيد من طينة بركات


محمد بركات

صحيح عدم انسجام أي لاعب مع فريق يبقى أمرًا واردًا، لكن لاعب بحجم وخبرة السعيد، من الصعب ألا يجد نفسه مع فريق كبير كالأهلي السعودي، فمن الناحية الفنية، هو الآن في قمة نضوجه وتألقه كلاعب، ولو حالفه التوفيق، ربما يُكرر استنساخ تجربة محمد بركات الذي انفجر مع الأهلاويين عام 2002 في موسم ببصمة ما زالت عالقة في أذهان عشاق النادي إلى الآن، علمًا بأن وضعه يبدو مختلفًا عن مؤمن زكريا، الذي جاء على سبيل الإعارة في الشتاء، ولم يتكيف مع الأجواء السعودية سريعًا، ناهيك عن حاجة الفريق لخدمات لاعب في مركز عبدالله أكثر من مؤمن، الذي جاء ليُساهم في تعويض غياب السومة في فترة إصابته.


مصدر القلق الوحيد


عبدالله السعيد

وارد أن يتأثر اللاعب بالمشاكل الأخيرة التي أجبرته على الخروج من مصر، ولا ننسى أنه على أبواب منتصف الثلاثينات، أي بدأ يُفكر في مستقبله وحياته بعد كرة القدم أكثر من المواسم التي تُعد على أصابع اليد الواحدة المتبقية له في الملاعب، وهذا انعكس على قراره بالتوقيع للزمالك، بسبب الفارق الكبير بين عرض الأهلي وعرض مرتضى منصور، مما يُثير قلق بعض من جماهير أهلي جدة، التي تعتقد أنه وافق على الانضمام إلى الفريق من أجل المال فقط وليس بحثًا عن المجد الكروي، حيث يخشى هؤلاء أن يكون طموحه الكروي قد انتهى ولن يظهر في دوري النجوم بنفس مستواه الذي كان عليه مع بطل مصر .. فهل سيُخالف وجهة النظر هذه .. ويُثبت أنه ما زال جائعًا بنثر إبداعاته كما هو مطلوب منه؟ هو من سيُجيب.

إعلان