Riqui puig ansu fati iniesta neymar BarcelonaGettyImage

ريكي بوتش وفاتي .. لا ماسيا دائمًا الحل يا برشلونة!

في بعض الأحيان تكون الإجابة على السؤال أبسط بكثير من المتوقع، ورحلة البحث عن حل لأزمات كبيرة تكون أسهل بكثير مما يبدو للجميع.

برشلونة عانى كثيرًا في الموسم الحالي وفقد العديد من النقاط في مباريات كان هو الطرف الأكثر سيطرة فيها على الكرة، لكن دون خطورة مع مرتدات قاتلة.

ورغم أنّ إدارة برشلونة لا تتوقف عن البحث عن حل لمشاكل الفريق في السنوات الأخيرة عبر سوق الانتقالات، وتفكر بشكل متواصل في ضخ الأموال على جلب مواهب أوروبية لم تحقق أي نجاح يُذكر حتى اللحظة، لكن الحل الحقيقي كان في البيت الكتالوني، أو ما نعرفه نحن باسم "أكاديمية لا ماسيا".

الموضوع يُستكمل بالأسفل

التاريخ لا يكذب

Iniesta Messi Xavi BarcelonaGetty Images

برشلونة فريق مختلف عن أي فريق آخر، الاختلاف هنا لا يعني الأفضلية ولكن يعني امتلاكه عوامل نجاح لا تناسب أغلب الفرق المنافسة، فما حققه البلوجرانا لم يكن بفضل الأسباب ذاتها التي أدت لنجاح ريال مدريد على سبيل المثال.

برشلونة نادٍ يمتلك فلسفة وهوية رياضية قديمة، ظهرت بوادرها في خمسينيات القرن الماضي مع هيلينيو هيريرا ثم بدت أكثر وضوحًا مع رينوس ميتشلز وجاء يوهان كرويف في مطلع التسعينيات ليجعلها بارزة للجميع ويحقق بها 4 ألقاب دوري على التوالي وأول لقب في دوري أبطال أوروبا.

بعد كرويف جاء من ينتمي أيضًا لهذه المدرسة وهو لويس فان جال ثم بعد فترات اضطراب تولى فرانك ريكارد المهمة ليعيد جزءًا من هوية النادي ويحقق بها الألقاب قبل أن يأتي بيب جوارديولا ويحقق الإنجاز الأكبر في تاريخ برشلونة وهو يمتلك أفضل جيل في مسيرة بطل كتالونيا.

طوال هذه السنوات كان الاعتماد على سوق الانتقالات موجودًا دون شك لكن قيمة أكاديمية "لا ماسيا" ظلت حاضرة، فمع كرويف ظهر بيب جوارديولا بمثابة حجر أساس لفكره، ومع فان جال شارك كارليس بويول ثم تشافي هيرنانديز، وجاء فرانك ريكارد ليجلب معه أندريس إنييستا وليونيل ميسي.

أما ما حدث في فترة بيب فهو استثنائي، فلا يمكن توقع امتلاك تشكيل فيه 9 لاعبين من أصل 11 تخرجوا في أكاديمية "لا ماسيا" أو تشكيل كامل من أكاديمية النادي كما حدث في موسم 2012-2013.

فباختلاف العدد والنسبة، إلا أنّ الأكاديمية كانت حاضرة طوال الوقت لتمد برشلونة بالأسماء التي يحتاجها وتصنع جيلًا قادرًا على قلب الموازين لصالح نادي الإقليم الكتالوني الثائر.

رحيل ميسي عن برشلونة .. هل وصل الأمر إلى حد الكارثة؟

أزمة برشلونة الحالية

Riqui Puig Carlos Fernandez Barcelona Granada LaLiga 19012020Getty

بعيدًا عن الأزمة الكبرى من غياب للمشروع الرياضي وصرف الأموال في سوق الانتقالات دون تفكير أو تخطيط، أو مسألة تضخم الرواتب وانشغال رئيس النادي بإهانة اللاعبين وزوجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأزمة تجديد عقد ميسي وخلافاته مع أبيدال، إلا أنّ هناك مشكلة فنية واضحة في الفريق.

أمام إسبانيول ومن قبله ليجانيس وأتلتيك بيلباو، عانى برشلونة كثيرًا في مواجهة التكتلات الدفاعية، وذلك لأن الفريق يلعب فقط في العمق مع عدم وجود أجنحة أو لاعبين من خط الوسط تتحرك بصورة جيدة لطلب الكرة في مناطق الخطورة.

أمام بيلباو مثلًا، جاء الحل بسيطًا بالاعتماد على ريكي بوتش في خط الوسط نظرًا لمجهوده البدني الكبير ولمسته المميزة للكرة، والأهم أنّه اللاعب الذي يمرر الكرة ويركض لطلبها في مناطق الخطورة.

فلو شاهدنا مثلا أغلب لاعبي الوسط في برشلونة سنجد اكتفائهم فقط بالتمرير لميسي دون تحركات قطرية، حتى أرتورو فيدال الذي كان يقدم الدعم الهجومي باستمرار تراجع عن القيام بهذا الدور.

إذًا ريكي – خريج أكاديمية لا ماسيا – هو الحل، فبعد رحيل إنييستا فشل برشلونة في إيجاد اللاعب القادر على القيام بأدوار الرسام، حتى أنّ إرنستو فالفيردي ومن بعده كيكي سيتيين حاولا منح هذا الدور لفرينكي دي يونج لكنّه لم ينجح في أغلب الأوقات، والمقلب الأكبر كان تصدير فكرة أنّ كوتينيو هو الخليفة الشرعي لصاحب الرقم 8.

إذًا بديل إنييستا ابن لا ماسيا جاء أيضًا من الأكاديمية، ليكون ريكي مشروع متوسط ميدان يحمل مستقبل برشلونة ويضمن للفريق الكثير من الفعالية التي يفتقدها.

بديل نيمار

Ansu Fati Barcelona 2019-20Getty

برحيل نيمار في 2017 تخبطت إدارة برشلونة وبدأت رحلة جنونية في البحث عن بديل له ليتم التعاقد مع عثمان ديمبيلي – المعار حاليًا لمستشفى النادي – ثم فيليبي كوتينيو وأخيرًا أنطوان جريزمان، والثلاثي لم يقدم الهدف المطلوب منه.

ثم جاءت الإصابات في أول الموسم لتمنح لصاحب الـ16 عامًا وقتها، أنسو فاتي، فرصة اللعب مع الفريق الأول، ليظهر ابن لا ماسيا بشكل ناجح وهو يعيد الأمجاد لما قام به نيمار ويعيد الأذهان للسبب الذي أدى إلى تراجع مستوى النادي الكتالوني برحيل البرازيلي.

فاتي كان هو الحل لمشاكل برشلونة، وهو لاعب لا غنى عنه، ليس فقط لإمكانياته الرائعة ولكن لأنّه لا يوجد جناح أيسر حقيقي سواه، ولا عجب أنّه أحرز 6 أهداف في الدوري الإسباني هذا الموسم على قلة مشاركاته، كما أصبح أصغر لاعب في التاريخ يسجل في دوري أبطال أوروبا.

أكاديمية "لا ماسيا" كانت دائمًا الإجابة، فهناك أيضًا مونشو ورونالد آراخو وبينيا وكولادو بجانب المعار كارليس آلينيا واللاعب الذي فرّط فيه النادي كارليس بيريز وكلهم قد يقدموا الحلول الفنية التي يحتاجها برشلونة.

بوجود خطة لتصعيد هذه المواهب والاعتماد عليها في المستقبل فلن يعاني النادي الكتالوني كثيرًا بل سيقلل من متوسط أعمار اللاعبين وربما الرواتب أيضًا ويحل جزءًا كبيرًا من أزمته المالية ويبني فريقًا بروح وهوية برشلونة.

ولكن مع إدارة جوسيب ماريا بارتوميو لا يُمكن توقع أي خطة، لذلك الأمل يبقى قائمًا على انتخابات 2021 وقدوم من يعيد لبرشلونة هُويتها.

إعلان