MoneyGetty Images

رواتب اللاعبين .. هيا بنا نكذب على الجمهور!

هيا بنا نثير البلبلة قليلًا، الجمهور يحبها، وحب الجمهور يعني المزيد من الزيارات والتعليقات والتي تتحول إلى أرباح في وقت لاحق.

كرة القدم مادة دسمة للغاية للأخبار التي تثير البلبلة بغض النظر عن مدى دقتها، لأنّه ببساطة ما نعرفه عن اللعبة أقل بكثير مما لا نعرفه، فلا أحد يعرف على وجه الدقة ما يحدث في غرف خلع الملابس، ولا تفاصيل عقود اللاعبين، ولا الأرقام الحقيقية التي تدفعها الأندية في صفقاتها.

ولذلك هناك ما يعرف بشائعات الانتقالات، فهذا المجال يتسع للكثير من الأخبار المثيرة غير الدقيقة وسهلة الانتشار، ولكن الأمر لا يتوقف عند ذلك.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

رواتب اللاعبين هي الخبر الأكثر إثارة حاليًا، وخاصة حينما يتعلق الأمر ببرشلونة الإسباني الذي يعرف الجميع أنّه يعاني من ارتفاع سقف الرواتب، وبالتالي من الطبيعي سكب المزيد من الزيت على النار المشتعلة!

أكذوبة رواتب برشلونة

مطلع الشهر الجاري، نشر صحفي في القناة الثالثة الكتالونية قائمة برواتب لاعبي برشلونة والتي أظهرت حصول الثلاثي جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا مبالغ تتجاوز الـ20 مليون يورو سنويًا.

الخبر أثار الكثير من الضجة خاصة بعد إعلان سابق لنادي برشلونة أنّ الثلاثي وافق على خفض راتبه لتسجيل اللاعبين في الصيف الماضي، وتمت الإشارة لبيكيه الذي أعلن أنّه لا يحصل على مقابل مادي حقيقي من برشلونة.

هذه الضجة دفعت إدارة برشلونة لنشر بيان رسمي لنفي هذه الأرقام، بل وظهر بيكيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لينشر راتبه الذي يصل إلى 4 ملايين سنويًا فقط وذلك قبل خفض راتبه.

Barcelona statement GettyImage/Goal

السؤال الأهم هنا، من نصدق؟ هل صحفي القناة الثالثة أم إدارة برشلونة ونجومه، ولماذا لا يستطيع الجميع الخروج والإفصاح عن رواتبهم لدحر الشائعات ووأدها في مهدها؟

العقود السرية للاعبين

الجمهور يعتبر نفسه دائمًا جزءً من الكيان الذي يشجعه، ولم يكن غريبًا مطالبة جماهير ليفربول من إدارة النادي الإفصاح عن التفاصيل المالية للفريق حينما قررت الإدارة زيادة التذاكر في 2016 لتصل إلى 77 جنيه إسترليني، وهو ما أجبر الإدارة وقتها على إبقاء السعر عند 59 جنيه إسترليني.

فمهما بلغت قوة الجماهير فلن تستطيع إجبار الإدارة أو اللاعبين على نشر قيمة الرواتب، وذلك بسب قانون حماية البيانات الصادر عام 1998 والذي يضع عقود اللاعبين ضمن الأمور الممنوع نشرها علنًا.

كما أنّ الصحافة لا تستطيع نشر مثل هذه البيانات بسبب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان في 1998 والذي ينص على أن الجميع له الحق في احترام حياته الخاصة والعائلية ومنزله ومراسلاته.

بيكيه وبرشلونة يردان على تسريبات رواتب الفريق

أما بالنسبة للاعبين، فكل لاعب يوقع على بند عدم الإفصاح مع توقيعه للعقد الجديد والذي يجبر كل لاعب على عدم نشر أي شيء يتعلق بعقده سوى ببعض الاستثناءات والتي تكون بالاتفاق بين اللاعب والإدارة، لكن في أغلب الأحيان يكون الأمر فقط متعلق بمدة انتهاء العقد فقط.

عدم الإفصاح جعل ليونيل ميسي يرفض الإجابة عن السؤال المتعلق بحقه في فسخ التعاقد مع برشلونة والرحيل بالمجان في 2020 والذي ثبت بعد ذلك أنّه موجود بالفعل حينما طلب اللاعب المغادرة.

لكنّه لم يكن يحق له بأي حال من الأحوال تأكيد أو نفي وجود هذا البند، لأنّه ببساطة مقيد ببند عدم الإفصاح، وهذا البند قد يستمر حتى لما بعد انتهاء فترة التعاقد، أي أن الأندية تستطيع مقاضاة أي لاعب حتى بعد رحيله عن النادي إن تحدث في تفاصيل بنود تعاقده.

إذًا متى نصدق؟

أي طريقة لنشر عقود اللاعبين فلن تكون قانونية، ولذلك فإنّ أغلب المصادر التي تنقل صورًا لعقود اللاعبين تعتمد على Football wikileaks والتي تعتبر المنفذ الخلفي لمعرفة أسرار اللعبة.

عقد ميسي – على سبيل المثال – والذي نشرته صحيفة "الموندو" بعد سنوات من تسريب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية لبعض بنوده، جاء بصورة غير قانونية لكنّه في الأخير كان شاملًا لكل البنود الموجودة بالفعل في عقد اللاعب.

أمر مثل هذا ليس يسيرًا على الإطلاق، فمن الصعب تسريب عقود جميع اللاعبين ومعرفة قيمة الراتب بصورة مطلقة، لكن رغم ذلك لا تزال هناك عدة مواقع تزعم معرفتها بالأرقام الحقيقية التي يتقاضها كل لاعب!

في 90% من الحالات، تكون الأرقام المنشورة غير دقيقة بل أحيانًا تكون منعكسة تمامًا، لكن تبقى دائمًا أخبار الرواتب هي الأكثر إثارة للجدل ولذلك تبقى الصحف والقنوات المختلفة مهتمة بتسليط الضوء عليها.

إن أردت أن تعرف الحقيقة فتريث فيما يتعلق بأخبار الرواتب، أما إن كان شغفك الحقيقي هو الضجة والشائعات فلا تشغل بالك وانفعل كما شئت!

إعلان