قد لا تكون قد سمعت هذا الاسم من قبل، فليفرمور ليس من لاعبي الصف الأول في إنجلترا أو حتى في فريقه، ولكن صاحب الـ27 عاماً له قصة في عالم كرة القدم، ستظل خالدة عبر الزمن.
البداية كانت في 17 مايو 2014، هال سيتي الذي خدمته القرعة ليصل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، اصطدم بآرسنال في المباراة النهائية.
تقدم هال سيتي بهدفين بعد مرور ثمانية دقائق، بمشاركة جاك ليفرمور، ولكنه خسر الكأس بعد ذلك في الوقت الإضافي بفضل هدف آرون رامسي.
المباريات التالية
خسارة ليفرمور لم تتوقف عند هذا الحد، بل أنه فقد ولده في اليوم التالي أثناء ولادته، ليدخل اللاعب في نوبة اكتئاب.
ما زاد الطين بلة، هو تأكد اللاعب وزوجته من أن تجنب موت الطفل كان أمراً وارد الحدوث، ولكن الطبيب لم ينجح في ذلك، ليقوم اللاعب برفع دعوى قضائية، ولكنها لم تصلح الأمور داخل ليفرمور.
Getty Images
ليفرمور تحدث في وقت لاحق قائلاً: "عندما تفقد طفل بهذه الطريقة، فإنك ستعاني ألماً كبيراً، تظل تفكر في أسباب الوفاة ولن تجد سبباً مقنعاً، بعدها ستقوم بأفعال دون أن تفكر في العواقب، أنا أحب عائلتي كثيراً، تمنيت لو فقدت حياتي مقابل أن يعيش الطفل".
وأضاف اللاعب "عانيت أيضاً من ضغوطات أخرى، وكان هال سيتي على مقربة من الهبوط، فكرت بأن أطلب فترة راحة ولكني لم أرد أن أخذل أحداً، قررت أن يكون هذا الاحباط مقتصراً على جاك وحده".
بدأ بعدها إدمان الكوكايين، وبعد 12 شهراً، تم إثبات تعاطيه للمخدرات ليقوم الاتحاد الإنجليزي بإصدار قرار لإيقافه لمدة عامين.
حكايات الدوري الإنجليزي (1) | صديق تاجر "الكوكايين".. طعنة في وجهه ثم وصول للبريميرليج!
ويقول لاعب ويست بروميتش الحالي عن هذه الفترة: "الأمر لم يكن يتعلق بالإدمان، كان ممكن أن يحدث الأمر ببندقية أو حادثة أو أي شيء، لقد انهارت ثقتي بنفسي تماماً".
وأكمل "قررت بأن أتظاهر بالقوة أمام الجميع، عندما أخرج من المنزل كنت أتعامل وكأنني قد تجاوزت الأمر، ولكن بداخلي كان كل شيء مدمراً، لم أعد أقوى على الحياة، طريقة وفاته كانت الأصعب".
القرار كان بمثابة الصدمة على اللاعب، الذي استسلم لانتهاء مسيرته الكروية، ولكن بعد أربعة أشهر، تفهمت المحكمة تصرفه بسبب وفاة والده وألغت قرار الإيقاف، ليعود اللاعب للمشاركة بدون الحرمان من المشاركة في أي دقيقة، ولكنه فقط غاب عن فترة الإعداد، ليشارك في التدريب الأول يوم 9 سبتمبر 2015.
شارك ليفرمور في المباراة الأولى مع هال سيتي يوم 22 سبتمبر، أمام سوانزي سيتي في كأس رابطة المحترفين الإنجليزية.
ويكمل ليفرمور "عندما صدر قرار الإيقاف استسلمت لكل شيء، وأدركت أن مسيرتي انتهت، أعرف القواعد جيداً وتفهمت الأمر، قررت أن أحاول الاهتمام بحياتي الخاصة وأن الابتعاد عن ضغوطات الكرة سيساعدني على التأقلم".
وعن عودته للتدريبات وقتها، قال ليفرمور: "عندما عدت لم أكن أعرف ما الذي يدور بذهن الجميع، تفاجئت بأن الجميع يرحب بي كثيراً، عدت أقوى مما كنت وبدأت في الاستمتاع مجدداً بممارسة كرة القدم".
ليفرمور عاد بعدها لممارسة كرة القدم بشكل طبيعي مع هال سيتي، ورغم هبوط التايجرز للدرجة الثانية، إلا أنهم نجحوا بعد ذلك في العودة من جديد للدوري، حيث بدى بعدها أن ليفرمور قد تجاوز أحزانه على ولده وترك الكوكايين.
حكايات الدوري الإنجليزي (3) | "الزهايمر" ينسي صانع جيل مانشستر يونايتد الذهبي كرة القدم
الدولي الإنجليزي الحالي، تحدث بعد عودة هال سيتي للبريميرليج "الآن أشعر أنني شخص مختلف، عانيت كثيراً في الماضي،ولكني كنت بعدياً عن الجميع، عندما عدت لأتحدث مع الناس أدركت أن هناك فارقاً كبيراً، في بعض الأوقات تحتاج لنصيحة الآخرين ولأن تتحدث معهم، وهو ما فعلته".
وتابع "لا أستطيع أن أوجه الشكر الكافي للاتحاد الإنجليزي على تفهم موقفي وقتها، كانت حياتي الكروية قد انتهت لولا ذلك، ، لقد ساعدوني كثيراً وأنا سأساعد أي لاعب وأي شخص أستطيع مساعدته".
ما قاله ليفرمور لم يكن مجرد حديث، بل أنه طبقه سريعاً، بعدما عانى هاري آرثر، لاعب بورنموث، من وفاة ابنته الصغيرة، حيث تحدث جاك مع زملاء اللاعب في الفريق، وطلب أن يخبروه بأنه سيساعده في خطي الأزمة إذا أراد ذلك.
ويقول ليفرمور عن ذلك: "هاري واحد من اللاعبين الذين أكن لهم الكثير من الاحترام على المستوى الشخصي، كنت مـأكد بأن عائلته لن تتركه وحيداً، ولكني أردت أن أساعده لأنني مررت بنفس الأزمة".
كان لصاحب الـ27 عاماً، دوراً كبيراً في عودة هال سيتي للدوري الإنجليزي، بعد أن سجل هدفين وصنع آخر في فوز كبير لهال سيتي على روثيرهام، ويصعد بهال سيتي إلى الملحق النهائي المؤهل للدوري الإنجليزي.
ليفرمور عاد بعد عامين إلى ملعب ويمبلي، الذي شهد مباراته الأخيرة قبل وفاة ولده، ليشارك في الملحق الأخير أمام شيفيلد وينزداي، ويصعد مع التايجرز للدوري الإنجليزي من جديد.
لم يكن ليفرمور وحده بل عاد معه ولده الجديد جويس، الذي ولد قبل المباراة بفترة قصيرة، وكان محاطاً وقتها بالعديد من أصدقائه.
لاعب هال سيتي تحدث بعد الصعود قائلاً: "لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي الآن، قبل عامين كنت متهم بالإدمان وانتهت مسيرتي والآن أنا هنا أساعد زملائي على العودة للدوري الإنجليزي، ومحاطاً بأصدقائي وبطفلي".
بعد ستة أشهر، انتقل جاك ليفرمور لصفوف ويست بروميتش، بيظهر مع الفريق بشكل جيد ويتم استدعاءه في آخر ثلاث معسكرات للأسود الثلاثة، وهو ما كان خطوة أكبر في مسيرته حسب تأكيدات اللاعب.
حكايات الدوري الإنجليزي (2) | هدف كين ينقذ منصب بوكيتينو في توتنهام
ليفرمور شارك مع منتخب إنجلترا في أربع مباريات من أصل ست لعبها الأسود الثلاثة بإجمالي 264 دقيقة، كما شارك مع ويست بروم في خمس مباريات هذا الموسم حتى الآن.
شعور مختلف بين الحزن والانكسار والفرح عاشه ليفرمور خلال عامين، ولكن بمساعدة الاتحاد الإنجليزي الذي وضع أزمته في الحسبان ومع إرادة اللاعب القوية، عاد من جديد للاستمتاع بكرة القدم.
