المقارنات جزء لا يتجزاً من كرة القدم، رغم عدم ضروريتها في الكثير من الأحيان، مقارنة بأهمية الاستمتاع بكل ما يفعله نجمك الحالي من إنجازات، أو الفخر بما قدمه النجوم السابقين قبل اعتزالهم.
محمد صلاح ورياض محرز، بدون أدنى شك هما الأبرز حالياً وبدون منافس على الساحة العربية، نظراً لكل ما قدماه على مدار السنوات الماضية مع أندية بازل وروما وليفربول للنجم المصري، وليستر ومانشستر سيتي لنظيره الجزائري.
المقارنة كانت بين صلاح ومحرز الفترة الأخيرة، حول من الأفضل ومن فخر العرب الحقيقي؟ الآن بدأت تتسع باختيار أحدهما أو الثنائي معاً كالأفضل في تاريخ الكرة العربية.
وجهات النظر تختلف فيما يخص النجم الأفضل في التاريخ العرب، بوجود العديد من المعايير للمقارنة، واختيارك لأي معيار منهم سيجعلك تحدد اللاعب الأفضل من رأيك ووفقاً لمنظورك.
الموهبة
المباريات التالية
الكرة العربية على مدار السنوات الماضية، أخرجت العديد من المواهب قبل محرز وصلاح، سواء بالكرة الآسيوية والأفريقية على الصعيد المحلي والقاري أيضاً.
نقطة الموهبة من أصعب النقاط التي يمكن التحكم فيها والوقوف على حكم نهائي، لأنها تقديرية بحتة ولا يمكن حسمها مهما حاز العديد من اللاعبين على إشادات لما يمتلكونه من مهارات.
وعلى سبيل المثال فمحرز يمتلك مهارات فردية في المراوغات أفضل من صلاح، ولكن الأخير لديه حس تهديفي وخطورة على المرمى جعلته يناطح أساطير ليفربول والدوري الإنجليزي في معدل تسجيل الأهداف.
لاعبون بحجم رابح ماجر لاعب بورتو وفالنسيا السابق، نور الدين نايبت مدافع ديبورتيفو لاكورونيا وتوتنهام السابق، أحمد حسام ميدو، و الجزائري مصطفى دحلب هداف باريس سان جيرمان، والتونسي حاتم الطرابلسي وكذلك الثلاثي المصري محمد أبوتريكة ومحمود الخطيب وحسام حسن، لابد منحهم الاحترام الكافي على كل ما قدموه.
الثلاثي الأخير بالتحديد لم يكن له الحظ في خوض تجارب احترافية كبيرة مثل صلاح ومحرز، خاصة تريكة صاحب الشعبية الجارفة على مستوى العالم العربي في الفترة الأخيرة، بموهبته الملفتة وإنجازاته مع منتخب مصر والنادي الأهلي.
وأما قارة آسيا فحدث ولا حرج، فيأتي محمد نور، ياسر القحطاني، سالم الدوسري، سامي الجابر، يونس محمود، عمر السومة، عمر عبد الرحمن، أكرم عفيف وغيرهم.
النقطة الأهم في عامل الموهبة، أن اختبار هذا العنصر على مستوى عالي مثل الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، يختلف تماماً عن الدوريات العربية المحلية والمسابقات الآسيوية والأفريقية أو الدوريات الأقل جاذبية عموماً.
الموهبة وحدها لا تكفي في كرة القدم، فهناك العديد من المواهب التي تحطمت بسبب نقص المثابرة والاستمرارية والتطور والبحث عن الأفضل، الميزة التي ينفرد بها صلاح ومحرز عن معظم أبناء جيلهما.
الإنجازات
Gettyاعتبار المسابقات العربية في المقارنة لا يبدو منطقياً، نظراً للفارق في درجة التنافسية العالية، وأيضاً للعدد الهائل من البطولات التي تم تحقيقها، لسوء حظ المواهب السابقة، أن النجاح الأوروبي وتحقيق إنجازات غير مسبوقة واستثنائية يبدو العنصر الحاسم لقياس هذه النجاحات.
هناك العديد من العرب الذين تم تتويجهم بالألقاب على الصعيد الأوروبي، ولكن ليس جميعهم شاركوا بدور مؤثر بها، نماذج قليلة شاركت بصفة أساسية بل كانت سبباً في حصدها.
القائمة التالية تمتلك رصيداً جيداً من الألقاب الفردية والجماعية، بها محمد صلاح، رياض محرز، رابح ماجر، المهدي بنعطية، مصطفى دحلب، نور الدين نايبت، وكان لهم تأثيراً كبيراً بها.
اللاعب | إنجازات وبطولات | أهداف مُسجلة | أهداف مصنوعة |
محمد صلاح | أفضل لاعب أفريقي مرتين، كأس الرابطة الإنجليزية، لقبين دوري سويسري، السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية، دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، هداف الدوري الإنجليزي مرتين، أفضل لاعب في البريميرليج. | 188 هدفًا | 98 |
مصطفى دحلب | بطولتين كأس فرنسا مع باريس سان جيرمان | 131 هدفًا | |
رياض محرز | أفضل لاعب أفريقي مرة واحدة، كأس أمم أفريقيا، الدوري الإنجليزي مرتين، الرابطة الإنجليزية مرتين، كأس الاتحاد الإنجليزي مرة، لاعب العام في البريميرليج 2015/2016 | 89 هدفًا |
80 |
المهدي بن عطية | بطولتين دوري ألماني، بطولة كأس ألمانيا، 3 ألقاب دوري إيطالي، لقبين كأس إيطاليا، سوبر إيطالي | 24 | 6 |
رابح ماجر | كأس أفريقيا مع الجزائر، أفضل لاعب إفريقي، دوري أبطال أوروبا، الدوري البرتغالي مرتين، كأس إنتركونتنينتال، كأس البرتغال مرتين، لقبين السوبر البرتغالي ولقب كأس السوبر الأوروبي. | 143 | |
نور الدين نايبت | كأس إسبانيا، الدوري الإسباني، لقبين كأس السوبر الإسباني مع ديبورتيفو | 17 | 1 |
الاستمرارية
GettyImagesلا شك أن الاستمرار في النجاح أهم من الوصول له والسقوط سريعاً، مثلما حدث للعديد من اللاعبين مثل ميدو ومحمد زيدان، صلاح ومحرز يمتلكان صفة الاستمرارية أكثر من غيرهما فيما يخص المحترفين.
صلاح يتألق مع بازل منذ موسم 2012/2013 وحتى الآن، ويعتبر اللاعب الأفضل على صعيد المنتخب المصري حيث سجل 41 هدفًا وصنع 22 آخرين.
محرز كذلك منذ الموسم التاريخي لليستر سيتي 2015/2016، وحتى الآن يعتبر من أبرز وأفضل المواهب في أوروبا، وتاريخه مع الجزائر يبدو قوياً بتسجيل 15 هدفًا وصناعة 30 والحصول على كأس أمم إفريقيا.
لو نظرنا على صعيد المنتخبات سنرى عظماء مثل حسام حسن، أبوتريكة، العراقي الفذ يونس محمود، سعيد العويران، وغيرهم، ولكن مستوى التألق بالأندية يبتعد تماماً عن ما حققه صلاح ومحرز.
الخلاصة أن الثنائي المصري والجزائري، يتميزان عن الجميع بوصولهما لما لم يحققه غيرهم من الأساطير من حيث المستوى العالي ومنافسة نجوم أوروبا، ويقترب منهما الأسطورة الجزائرية ماجر بإنجازاته المبهرة مع بورتو.
رضوان حجري وأشرف حكيمي وبن عطية وماجر جميعهم لعبوا بنهائي الأبطال، ولكن دور صلاح المبهر في وصول ليفربول لنهائيين متتاليين والفوز بأحدهما يتفوق بمراحل عن ما حققه من سبقوه.
العديد من النجوم العرب شاركوا في فوز أنديتهم بألقاب محلية، ولكن من فعل ما قدمه محرز في موسم ليستر سيتي التاريخي والحصول على لاعب الموسم؟
المستقبل به العديد من العناصر المشرقة أيضاً كالمغربي أشرف حكيمي والقطري أكرم عفيف، والمعز علي وحكيم زياش، ربما نرى نجماً آخر يناطح هذا الثنائي بل يتفوق عليهما قريباً..