Leo Messi - Argentina Copa America 2021Getty Images

بعد تحقيق بطولة مع الأرجنتين .. هل أصبح ميسي الأفضل في التاريخ؟

هل حسم ميسي أفضليته التاريخية على جميع اللاعبين؟

سؤال يبدو ساذجًا في طرحه بعد فوز البرغوث ببطولة كوبا أمريكا، فهل كان اللاعب بحاجة إلى بطولة دولية فقط ليضع اسمه على رأس قائمة الأفضل على الإطلاق؟

ولكن لن يبدو ساذجًا لو رأيت الجمهور الذي يقلل من ميسي وهو يحاول أن يضعه في خانة أقل مما يستحق، فبالتالي يقول إن البرغوث متخاذل ولم يحقق أي لقب قاري، وحينما حقق لقب قاري اختفت الحجة لكنني واثق من إن الحجة الجديدة قادمة في الطريق!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ميسي حقق أول بطولة قارية له وربما تكون الأخيرة إذ لا يتوقع استمراره بعد كأس العالم 2022 في قطر، والمنافسة بهذا الجيل من الأرجنتين على لقب المونديال أمر مستبعد للغاية.

الفوز بالكوبا مثل حبة الكرز فوق الكعك الشهي، يضيف له جمالًا وطعمًا ولكن بغيابه لن يقلل من جودة وعظمة الكعك، هكذا ميسي، هو الأفضل في العالم وربما التاريخ حتى لو اعتزل دون لقب قاري!

البطولات تحكم؟

Argentinien Lionel Messi Copa America 2021 Finale Pokal JubelGetty Images

هل يمكن الحكم على أفضلية لاعب بسبب البطولات التي حققها مع منتخب بلاده أو فريقه؟ بالطبع لا فهذه سطحية واضحة، فالفريق هو من يكسب وهو من يخسر، نقول برشلونة حقق كذا وكذا والأرجنتين كسبت كذا وخسرت كذا ولا نقول ميسي أبدًا.

إذًا كيف نحكم على أفضلية اللاعب؟ الأمر معقد بالطبع، فكما ذكرت في تقرير سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وتقديمهما مستويات أفضل مع إسبانيا، اللاعب جزء من كيان جماعي وهو عامل رئيسي في المنظومة وبالتالي بتغير المنظومة تتغير العديد من الأمور.

ولكن الطريقة الأفضل للحكم على أفضلية لاعب هي بمعرفة مدى تأثيره في كل بطولة حققها مع فريقه أو منتخب بلاده، كيف كان وجوده ضروريًا وكيف ساعد الفريق وقام بأكثر من دور لينقل البطولة إلى متحف النادي.

بالأرقام .. من الأفضل ميسي أم رونالدو؟

ولو تحدثنا عن ميسي في هذا الصدد فلنا حكايات وحكايات، ميسي هو الأكثر مساهمة في أهداف الأرجنتين في كوبا أمريكا والهداف والأكثر صناعة للأهداف والأكثر صناعة للفرص والأكثر مراوغات وحتى الأفضل في الفوز بالثنائيات واستعادة الكرة في ملعب الخصم.

هنا نتحدث عن عبقرية ميسي، فهو ليس مهاجمًا فذًا فقط ولكنّه صانع ألعاب مبتكر ومرر رائع ومراوغ مذهل وذكي في تدخلاته واستعادته للقارئ وناضج فيما يتعلق بقراءة اللعب ودراسة المساحة ومبتكر في غياب المساحة والبحث عنها.

لو أردت الحديث بالأرقام، فميسي من القلائل الذين سجلوا أكثر من 700 هدف في التاريخ وهو الهداف التاريخي لمنتخب بلاده ولبرشلونة وللدوري الإسباني وثاني الهدافين التاريخين في دوري أبطال أوروبا.

وبينما هو كذلك، نراه أيضًا الوحيد الذي صنع أكثر من 300 هدف منذ بداية عهد هذه الإحصائيات وهو الأكثر صناعة للفرص منذ ظهوره مع برشلونة، وكذلك الأفضل في معدلات المراوغة والتمريرات الكاسرة للخطوط وباختصار كل ما يتعلق بأي عمل هجومي على الإطلاق.

ولو تجاوزنا الأرقام وقررنا أن نحكم أعيننا، فميسي قادر على القيام بأي فعل هجومي بجودة لا مثيل لها، وحينما يتم مقارنته في كل دور نجد الأسماء تتغير وهو صامد، فهل هو هداف أفضل أم رونالدو؟ صانع أفضل أم أوزيل ودي بروينه؟ مراوغ أفضل أم نيمار ورونالدينيو؟ ممرر أفضل أم تشافي؟ وهكذا

ميسي دائمًا كان عنصر رئيسي في تتويج فريقه بالألقاب، وشاهدنا العديد من المدربين يؤكدون أنهم وضع خطط فقط قبل المباراة لإيقاف ليو حتى وهو بعمر 34 عامًا.

لماذا التقليل من ميسي؟

Lionel Messi Argentina Chile Final Copa America Centenario 26062016Getty Images

لن ندخل صراع الأفضل في التاريخ لأن الكرة تتغير طوال الوقت ولأنه لم يتابع أحد مارادونا وبيليه بنفس القدر الذي تابعوا به ميسي، كما أنّ الأفضل في كرة القدم مرتبط بالتشجيع نوعًا ما، فمن الصعب لمشجع لريال مدريد أو البرازيل الاعتراف بأفضلية ليو مهما حدث.

لكن مع ميسي يحدث أمر مختلف، فهو اللاعب الذي يهتم البعض بما لم يحقق وليس بما حقق، بالفرص التي أهدرها وليست التي سجلها، بالإخفاقات وليس بالنجاحات وبالتالي يتم الهجوم عليه.

التقليل يحدث غالبًا من جمهور المنافس والسبب واضح، فحينما ترى لاعبًا يقدم مستويات ثابتة ومبارياته السيئة أقل بمراحل من الجيدة ومواسمه العادية تصبح مميزة لآخرين تتجه إلى التقليل منه بذكر فقط ما فشل في تحقيقه وتجاهل كل الأمور الأخرى التي حققها.

مارادونا لم يحقق دوري الأبطال وكذلك رونالدو الظاهرة وكريستيانو رونالدو لم يفز بكأس العالم، بيليه لم يرفع كوبا أمريكا وحتى مارادونا أيضًا لم يفعلها، لكن كل هذه الأمور يتم تجاهلها لحساب إنجازات أخرى تحققت مثل الفوز بكأس العالم أو اليورو.

رونالدو: "القزم" ميسي ليس بحاجة للألقاب لإثبات عظمته

لكن ميسي مطالب ألا يخطئ وألا يهدر أي بطولة، وهو الأمر المستبعد للغاية، لأنه رغم كل الوصف الذي يجعله فضائيًا فلا يزال بشرًا يخطئ ويصيب.

ميسي قبل كوبا أمريكا الأفضل في التاريخ نظرًا لما قدّمه للعبة في أكثر مركز والاستمرارية الطويلة التي لا يشبهه فيها سوى كريستيانو رونالدو لكن الأخير لم يظهر في أكثر من مركز بنفس الكفاءة وحتى بعدما كسر حاجز الثلاثين فضّل التحول إلى ماكينة أهداف على حساب أي شيء آخر.

بعد اعتزال البرغوث وصعوبة إيجاد لاعب بنفس الإمكانيات يستمر في نثر سحره لعديد السنوات سنعرف أن كرة القدم افتقدت أسطورة لا تظهر في التاريخ سوى مرات معدودة!

إعلان