مرت الكرة الإسبانية بواحد من أسوأ مواسمها على الصعيد القاري بعد الفشل في تحقيق الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا رغم السيطرة على اللقبين في السنوات الأخيرة دون منافس.
ريال مدريد ودّع التشامبيونزليج من ثمن النهائي على يد أياكس وهزيمة ثقيلة في ملعبه ووسط جمهوره، ليتبعه الجار أتلتيكو ويخسر في تورينو من يوفنتوس رغم فوزه في العاصمة الإسبانية بثنائية نظيفة، وحينما حاول برشلونة حمل التركة سقط في أنفيلد برباعية نظيفة ليودع في سيناريو بائس ومكرر.
الجمهور هنا بحث عن الثورة، والثورة هي الحل الأسرع للخروج من المحنة، ثورة على مستوى التفكير والصفقات وبناء الفريق وتجديد الطموحات للموسم الجديد، ولكنّها يبدو أنّ الثوار لم يعرفوا الطريق!
الثورة تعني التغيير الشامل في جميع الجوانب، مدرب بأفكار جديدة ولاعبون بطموحات مختلفة ولكن في إسبانيا المفاهيم تغيرت كثيرًا
لماذا انتهت سيطرة الإسبان على البطولات القارية؟
ريال مدريد
"ما يؤلم في الأمر أنّ هؤلاء اللاعبين حققوا كل شيء في كرة القدم خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن الآن حان وقت التغيير".
هكذا جاءت تصريحات زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد، بعد عودته لقيادة الملكي، الرجل بدا واضحًا بأنّه حان وقت التغيير وأنّه حامل مشعل الثورة، ولكن ما حدث كان مختلفًا تمامًا.
300 مليون يورو في سوق الانتقالات وجلب أسماء مطلوبة في أندية أوروبية مختلفة والمحصلة لاعب واحد فقط هو من يضمن المشاركة أساسيًا وهو إيدين هازارد والباقي فقط لتدعيم أفضل لدكة البدلاء.
الأسماء هي ذاتها، الأخطاء الدفاعية لم تتغير، طريقة بناء الهجمات والوصول إلى مرمى المنافس والكرات العرضية التي تنظر رأس بيل أو بنزيما لا تزال موجودة. ربما هي الثورة الأولى في التاريخ التي لا تقدم أي تغييرًا.
النتيجة الحالية متوقعة نظرًا للمقدمات، فمدرب بنى مجده بالاعتماد على مجموعة يثق بها وتثق به، وجلس في منزله 9 أشهر دون خوض تجربة جديدة تثقل من إمكانياته وقدراته وبعدها يعود، هل من المنطقي أن يتحول ويبدأ في الاعتماد على الشباب ويقرر تطوير فلسفته الخططية؟ مستحيل!
برشلونة
Getty Imagesفي أول مواسم إيرنستو فالفيردي خرج برشلونة من دوري أبطال أوروبا بفضيحة أمام روما بعد الفوز ذهابًا 4-1 والخسارة إيابًا 3-0 في واحدة من أسوأ نكسات البلوجرانا في القرن الحديث!
ربما الثلاثية المحلية أمنت للباسكي فرصة للاستمرار لموسم آخر، ولكنّه بذكاء منقطع النظير استغلها ليقدم خروجًا أكثر إهانة وهزيمة برباعية في أنفيلد رغم الفوز بثلاثية على ليفربول في كامب نو، ثم بعدها يخسر كأس الملك لتتحول الثلاثية إلى بطولة دوري يتيم!
مكافأة الفشل كانت الاستمرار، فما هي مكافأة تكرار الفشل؟ الإجابة ذاتها... الاستمرار!
فالفيردي لم يتغير، فقط جلبوا له صفقات لرفع كفاءة المجموعة ولكن أفكار المدرب وطريقة إدارته للأسماء الموجودة في الفريق وتعامله مع المباريات لم يتغير. أمر بديهي على الجميع إلا إدارة الفريق الكتالوني التي ظنت بوجود جريزمان – وربما نيمار – فإن برشلونة لن يخرج الموسم الحالي من الأبطال بسيناريو كارثي آخر.
هل تمنع إصابة كافاني ومبابي انتقال نيمار إلى برشلونة؟
أتلتيكو مدريد
ربما نجح الروخي بلانكوس في إجراء أفضل سوق انتقالات في إسبانيا سواء على الصعيد الرياضي أو حتى الاقتصادي متمكنين من استبدال الراحلين (أنطوان جريزمان ودييجو جودين وفيليبي لويس ولوكاس هيرنانديز وغيرهم) بأسماء أصغر ولديها الموهبة وتحمل بذرة فريق جديد للمستقبل أمثال جواو فيليكس وماركوس يورنتي وهيرموسو وتربيير.
ولكن سيميوني لا يزال سيميوني، مدرب لا يؤمن بالكرة الهجومية أو البناء من الخلف أو الاستحواذ لفك التكتل الدفاعي، فلعب ضد خيتافي – الفريق الذي ينتهج فلسفة دفاعية في الليجا – بطريقته المعتادة ليفوز بهدف نظيف ويعتمد على نفس أسماء الموسم الماضي عدا الخط الخلفي الذي لم يعد متبقي منه أحد من الموسم الماضي أصلًا.
التحول للهجوم - هل يفعلها سيميوني أخيرًا؟
لماذا الاعتماد على يورنتي وتوماس بارتي موجود؟ حينما تسوء الأمر في الجهة اليسرى اعتمد على ساؤول، ابدأ المباراة بـ 4-4-2 الماسية ولكن بعد التقدم ارجع من جديد لخطة 4-4-2 المسطحة واقتل المباراة. الأفكار ذاتها وحتى بعض الأسماء لا تزال لم تتغير.
أتلتيكو مدريد خطى خطوة رائعة في طريق التغيير، وحتى كوكي كان متفائلًا برؤية كرة هجومية في واندا ميتروبوليتانو، ولكن أفكار سيميوني وقناعاته لا تزال موجودة لتبقى ثورة منقوصة!
الكرة الإسبانية حاليًا في خطر، فما بين فرق لا تستطيع ماديًا مقارعة الكبار، وفرق آخر سيطرت عليها العشوائية والتخبط في القرارات فلا تعرف إلى أين تتجه!
الموسم الماضي خرجت إسبانيا مبكرًا من البطولات القارية أو بسيناريوهات بائسة، وحينما اندلعت الثورة أبقت كل شيء على ما هو عليه. فلماذا ننتظر التغيير؟