Greece Underdog GFXGetty/Goal

الحصان الأسود: أحفاد الإغريق الذين أبكوا كريستيانو رونالدو مرتين

"كان الهدف في البداية هو الفوز في مباراة واحدة، كان ذلك سيكون نجاحًا."

بحسب تعبير اللاعب فاسيليس تسيارتاس، فاليونان كانت كالسمكة الصغيرة في كرة القدم بأتم معنى الكلمة قبل يورو 2004، الفريق لم يكن قد تأهل لبطولة أوروبا منذ عام 1980، وهي النسخة التي كانوا فيها مجرد ضيف شرف وفشلوا في تحقيق أي فوز وتذيلوا المجموعة.

في هذه الأثناء انتهت مشاركتهم الوحيدة في كأس العالم في الولايات المتحدة 1994 بثلاث هزائم، وتلقت شباكهم عشرة أهداف من دون تسجيل أي هدف.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

من الأسلم أن نقول أنه لم يتوقع أحد أن يتوج فريق أوتو ريهاجل اللقب بعد وصوله إلى البرتغال قبل 16 عامًا، وكانت توقعات استمراره هي 80-1.

لكن المعجزة تحققت عندما تفوقت اليونان على أصحاب الأرض 1/0 في المباراة النهائية، التي سجلت في تاريخ كرة القدم من بين أكبر المفاجآت على الإطلاق.

وصرح المدرب الألماني ريهاجل، بعد رفع كأس هنري ديلوناي "لقد صنع الإغريق تاريخ كرة القدم، وأحدثوا الضجة الكبرى".

"هناك دائما مفاجآت. تذكر أن كوريا الشمالية فازت على إيطاليا في كأس العالم 1966 في إنجلترا. هذه المرة نحن المفاجأة."

على الرغم من خسارتها أول مباراتين في التصفيات المؤهلة للبطولة أمام إسبانيا وأوكرانيا، فازت اليونان في ست مباريات قادمة لحجز رحلتها إلى البرتغال كمتصدرين في المجموعة.

في حقيقة الأمر المعجزة تبلورت خلال جولة التصفيات، حين نجحت اليونان في الفوز على إسبانيا القوية 1/0، لتثبت أنها لن تكون لقمة سائغة في بطولة النخبة الأوروبية.

Otto Rehhagel 2014Getty Images

سيصبح هذا الهامش الضيق من التهديف ماركة مسجلة لفريق ريهاجل طوال المشوار، حيث سجل فريقه 8 أهداف في مبارياته الثماني المؤهلة، لكنه استقبل 4 أهداف فقط ليبرهن على صلابة دفاعية مميزة.

قدرات قلبي الدفاع ميخاليس كابسيس وترايانوس ديلاس البدنية وتفوقهم في الكرات الهوائية جعلت اليونان تعتمد على الدفاع العميق والتعامل بإجادة مع عرضيات المنافسين في داخل منطقة الجزاء، ومن خلف كل ذلك الحارس محل الثقة أنطونيس نيكوبوليديس.

بقيادة القائد ثيودوروس زاجوراكيس، قدم ثلاثة من لاعبي خط الوسط ذوي النزعة الدفاعية - رفقة أنجيلوس باسيناس وكوستاس كاتسورانيس ​​- درعًا أمام رباعي الدفاع لخنق الخصوم في وسط الملعب.

استمرارًا للنزعة البدنية التي كانت تُميز المنتخب الإغريقي، اعتمد ريهاجل على المهاجم أنجلوس خاريستياس البالغ طوله 1.91 متر، والذي تفوق هو الآخر في الألعاب الهوائية كمهاجم مستهدف من زملائه يجيد الاحتفاظ بالكرة.

ووصف الظهير الأيسر تاكيس فيساس تشكيلة المنتخب اليوناني في بطولة عام 2004 بأنها كانت خالية من النجوم، ولكنها اعتمدت على الجماعية والانضباط، مثل أتلتيكو مدريد مع سيميوني.

وقال فيساس، الذي أصبح الآن المدير الرياضي للمنتخب اليوناني، لشبكة إي إس بي إن "لم يكن لدينا سوى الأسلحة التي في حوزتنا بالفعل، لم يكن لدينا زيدان أو سيماو أو كريستيانو رونالدو. لم يكن أمامنا سوى العمل الشاق والتضحية والتصميم والروح الجماعية. ما فعلناه هو نفس طريقة لعب أتلتيكو مدريد الآن".

رونالدو كان الخصم الأول لليونان في يورو 2004، وأحرز هدفًا في تلك المباراة، لكنه كان هدفًا شرفيًا إذا كانت اليونان قد تقدمت بشكل مدوِ بهدفين دون رد، وأعلنت عن نفسها بالفوز الافتتاحي 2/1 أمام أكثر من 50 ألف متفرج في بورتو.

وقال تسيارتاس "هذا الفوز أطلق سراحنا، لقد شعرنا بالحرية".

ولأنها تعرف عن ظهر قلب من التصفيات، أجبر المنتخب اليوناني نظيره الإسباني على قبول التعادل في المباراة الثانية في المجموعة، وهو ما يعني أن اليونان كانت بحاجة فقط للفوز على روسيا، التي انتهت حظوظها، وذلك للتأهل للدور الثاني.

على الرغم من تأخره 2/0 في الدقائق الأولى، سجل المنتخب اليوناني هدفًا، ورغم الخسارة تأهلوا التأهل لمراحل خروج المغلوب حيث تغلبت البرتغال على إسبانيا وأقصتها من البطولة.

في دور الثمانية، كان الاختبار الثقيل الأول أمام حاملي اللقب المنتخب الفرنسي بقيادة تشكيلة مرعبة ضمت زين الدين زيدان، تييري هنري، باتريك فييرا وروبير بيريس من بين آخرين.

Thierry Henry France Greece Euro 2004Getty Images

كالعادة لم يكن هناك من يُراهن على المنتخب اليوناني، لكن كالعادة يصنع الحدث وتطيح رأسية من خاريستياس في مرمى فابيان بارتيز من الديوك من البطولة وسط ردود فعل في المدرجات من علامات التعجب والفرحة والحسرة.

كان الأمر مجنونًا مع مواجهة جمهورية التشيك في نصف النهائي، ومنتخب التشيك في ذلك الوقت كان يعج بالعديد من المواهب والأسماء الرنانة مثل بافيل نيدفيد وميلان باروش ويان كولر، وكانوا المرشحين مرة أخرى للتقدم للتقدم إلى نهائي يورو ثاني في ثلاث بطولات.

 لكن اليونان صمدت خلال 90 دقيقة، وفي الوقت الإضافي سجل ديلاس الهدف الفضي الوحيد في تاريخ البطولات الدولية ليصعد باليونان للنهائي الحلم أمام البرتغال.

احتفل أكثر من 100000 شخص في ميدان أومونيا في أثينا احتفالًا بهذا الصعود التاريخي، في حين أوقف المهاجرون اليونانيون حركة المرور في سيدني في أستراليا.

بلسان البعض كان من المؤكد أن البرتغال تعلمت درس المباراة الافتتاحية ولن ترتكب الأخطاء. كان الهجوم المكون من رونالدو ولويس فيجو وخلفهم 63 ألف مناصر برتغالي يستعدون لتذوق المجد القاري في ملعب دا لوش في لشبونة.

Greece winning Euro 2004

سددت البرتغال 17 مرة وأتيحت لها 10 ركنيات وامتلكت الكرة 58%، لكن ذلك لم يكن كافيًا لكسر الدفاع اليوناني، الذي اكتفى بركنية واحدة كانت كفيلة بتأمين اللقب التاريخي والأسطوري لمنتخب قيل أنه سقط في حوض القروش.

فازت اليونان في جميع مباريات خروج المغلوب الثلاثة بفارق هدف واحد فقط، كان بنفس التكتيك والطريقة تقريبًا، لكن الاستناد للعزم الإغريقي كان حاضرًا، فدخل 5 لاعبين في تشكيلة البطولة، وحصل زاجوراكيس على جائزة لاعب البطولة، ولمن لا يعرف فقد لعب لليستر سيتي من قبل وحقق معه لقب كأس الرابطة 2000 وليستر لاحقًا صنع معجزة مثل التي صنعتها اليونان وربما أشد عندما توج بلقب الدوري الإنجليزي 2016.

كانت البطولة مكافأة لإتقان ريهاجل التكتيكي، والعمل الجاد والانضباط، واغتنام كل تفصيل وفرصة.

بعد هذا الإنجاز لم تعد اليونان مجرد اسم على هامش تاريخ الكرة الأوروبية بل تقدمت لتصبح عنوانا رئيسيا في صفحة مهمة سيتذكرها الجميع للأبد.

إعلان