Andreas ChristensenGetty Images

أيمن أشرف وكريستنسن - وجهان لعملة واحدة في زمن أنصاف الموهوبين والمرتزقة


بقلم    {كريم رزق}      تابعه على تويتر


اللاعبان يحصدان الآن إشادة واسعة من جمهور الأهلي وتشيلسي منذ الموسم الحالي واكتسبا ثقة الجهازين الفنيين ويحصلان على الدعم الكامل من الإعلام بعد المستويات الكبيرة التي قدماها.

إذاً ما هي أوجه الشبه بين أشرف وكريستنسن التي جعلت منهما مثالين مميزين؟


صعوبة البدايات


الموضوع يُستكمل بالأسفل
أيمن أشرف 23072017

أيمن أشرف، ذو ال26 عاماً، هو نتاج قطاع الشباب في النادي الأهلي، تدرج في الصفوف السنية حتى فريق تحت 23 سنة، ثم تمت إعارته لمدة 6 أشهر إلى تليفونات بني سويف في يناير 2012 نظراً لصعوبة مشاركته مع الفريق في ذلك الوقت بسبب تواجد سيد معوض أساسياً في الجبهة اليسرى وجلوس أحمد شديد قناوي بديلاً له وبحث أشرف عن فرصة اللعب بشكل منتظم.

أشرف عاد إلى الأهلي بعد الستة شهور وخرج مرة أخرى للإعارة ولكن هذه المرة إلى سموحة لمدة سنة حتى أغسطس 2014، ليقرر بعدها سموحة شراء المدافع الأهلاوي بعد تألقه مع النادي السكندري مقابل 250 ألف جنيه مصري بعقد يمتد إلى ثلاثة أعوام.

أيمن أشرف لعب 113 مباراة مع سموحة خلال ثلاثة مواسم في كل البطولات، سجل 5 أهداف، وصنع 7 أهداف وتألق في مركز الظهير الأيسر دفاعاً وهجوماً بقدرته على إيقاف خطورة أجنحة المنافس وإرسال الكرات العرضية للمهاجمين.

موسم 2014-2015، احتل أيمن أشرف مع سموحة المركز العاشر في الدوري المصري برصيد 51 نقطة، فيما ارتقى الفريق السكندري إلى المركز الثالث في موسم 2015-2016 برصيد 55 نقطة وتأهل للمشاركة في كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وتراجع الفريق إلى المركز الخامس في الموسم الماضي بالدوري برصيد 57 نقطة.

Andreas ChristensenGetty Images

أما كريستنسن، صاحب ال21 عاماً، فقد انتقل من بروندبي الدنماركي إلى تشيلسي في يوليو 2012، وتدرج في فرق الشباب تحت 18 سنة وتحت 21 وصولاً إلى الفريق الأول وغادر البلوز معاراً في يوليو 2015 لرغبته في المشاركة بصفة منتظمة وصعوبة مشاركته بسبب وجود جون تيري، جاري كاهيل، كورت زوما، برانيسلاف إيفانوفيتش وسيزار أزبيليكويتا في خط الدفاع، ليتجه إلى بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني.

أندرياس لعب مع مونشنجلادباخ 82 مباراة خلال موسمين في كل البطولات، سجل 7 أهداف، وصنع هدفاً، اكتسب خبرة كبيرة في مركز قلب الدفاع وزادت معرفته بواجبات مركزه أكثر واحتك بالأجواء الأوروبية في المشاركة ببطولة الدوري الأوروبي.

في موسم 2015-2016، أنهى كريستنسن الدوري الألماني مع مونشنجلادباخ في المركز الرابع برصيد 55 نقطة، فيما تراجع ترتيب الفريق في الموسم الماضي إلى المركز التاسع بالبوندسليجا إلى المركز التاسع في المركز برصيد 45 نقطة.


عودة الابن الضال


أيمن أشرف

مع حاجة الأهلي قبل بداية الموسم الحالي للتدعيم الدفاعي، فاجأت إدارة النادي الجمهور بإعادة أشرف إلى قلعة مختار التتش مرة أخرى، خصوصاً أن مركز الظهير الأيسر يشغله التونسي علي معلول، وصبري رحيل وحسين السيد "قبل إعارته إلى نادي الاتفاق السعودي".

المباراة الأولى لأيمن أشرف مع الأهلي عقب عودته كانت أمام بني سويف في دور ال32 من كأس مصر، وشارك في مركز قلب الدفاع بسبب تواجد سعد سمير ورامي ربيعة مع منتخب مصر في ذلك الوقت وانتهى اللقاء بفوز الأهلي بخماسية نظيفة.

وكانت المشاركة الأولى له مع المارد الأحمر في الدوري المصري أمام الإنتاج الحربي في مركز قلب الدفاع أيضاً.

بالرغم من التحفظات الكثيرة من جمهور الأهلي على مشاركة أيمن أشرف في مركز قلب الدفاع، وهو يلعب في الأساس في مركز الظهير الأيسر، إلا أن اللاعب بدأ يضع قدمه بقوة في تشكيلة الأهلي الأساسية بقوة بعدما تمسك بالفرصة وأظهر هدوءاً وثقة عالية بالنفس ونجاح كامل في كل واجبات المركز الدفاعية.

أيمن شارك في 21 مباراة في الموسم الحالي من الدوري المصري، سجل هدفاً وصنع هدفاً آخر، كما أنه توج مع الأهلي ببطولة السوبر المصري في يناير الماضي بعد الفوز على المصري بهدف نظيف.

أشرف أصبح أحد الأعمدة الأساسية في الأهلي بالموسم الحالي وأحد مكاسب المارد الأحمر على صعيد الأفراد، على الرغم من قصر قامته إلا أن اللاعب يفوز بالكثير من الالتحامات الهوائية، مميز في قطع وافتكاك الكرة بدون ارتكاب أخطاء بسبب قراءته الجيدة للخصم واختيار التوقيت المثالي في التدخل، كما أنه يجيد بناء الهجمة من الخلف بقدرة عالية على التمرير والاستلام والتسلم، يقوم بالتغطية على الظهيرين في حال تقدمهما ويقوم أحياناً بأدوار هجومية في الكرات الثابتة والزيادة العددية مع خط الوسط.

Andreas ChristensenGetty Images

وقبل بداية الموسم الحالي، أعاد تشيلسي مدافعه الشاب إلى صفوف الفريق، وأثار رجوعه شك الكثير في قدرته على حجز مكان أساسي في خط دفاع البلوز مع تواجد جاري كاهيل، ديفيد لويز وشراء النادي للمدافع الألماني أنطونيو روديجير من روما الإيطالي.

المباراة الأولى لأندرياس مع تشيلسي في الموسم الحالي كانت أمام توتنهام في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي بسبب طرد كاهيل في المباراة الأولى وسوء مستوى ديفيد لويز، اللقاء انتهى بفوز البلوز بنتيجة 2-1 في ملعب ويمبلي وقدم كريستنسن أداءاً قوياً أثبت فيه للمدرب الإيطالي إمكانية الاعتماد عليه في قادم المواعيد.

كريستنسن استغل الإصابات العديدة التي ضربت في فترات مختلفة دفاع الفريق سواء كاهيل، روديجير أو ديفيد لويز وتراجع مستوى الثلاثي في الكثير من المباريات وحجز مكان أساسي في تشكيلة تشيلسي في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

لعب كريستنسن مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي 20 مباراة بالموسم الحالي، إجمالي الدقائق كان 1440 دقيقة، الدولي الدنماركي مميز في عملية بناء الهجمة بالتمرير السليم الذي وصل إلى 847 تمريرة ناجحة بدقة وصلت إلى 94%، وعلى الصعيد الدفاعي يبدو اللاعب صلب للغاية يوفر الحماية لمرمى البلوز حيث قطع الكرة 23 مرة، وقام بتنفيذ 11 افتكاك ناجح وهو مميز في الالتحامات الهوائية بما يملكه من طول قامة وبنيان قوي، لم يتمكن من تسجيل الأهداف إلا أنه يحاول كثيراً تسديد الرأسيات خصوصاً في الكرات الثابتة.

وفي دوري الأبطال، شارك كريستنسن في 5 مباريات (364 دقيقة)، قام بقطع الكرة 8 مرات، وافتك الكرة مرتين بنجاح، سدد على المرمى تصويبة واحدة وصنع فرصة وحيدة.

كريستنسن لاعب ذكي للغاية، لديه رؤية مميزة، ينفذ واجباته الدفاعية على أكمل وجه بأقل عدد ممكن من الأخطاء (6 في الدوري الإنجليزي)، وخطأين في دوري الأبطال، دون الحصول على بطاقة صفراء واحدة أو بطاقة حمراء حتى الآن.

صادفت اللاعب تكرار للإصابة في بعض المباريات بسبب الإرهاق وتوالي المباريات إلا أنه يعود دوماً لمكانه الأساسي في التشكيل.

كريستنسن كلف تشيلسي هدف التعادل الذي جاء في مباراة البلوز أمام برشلونة في ذهاب دور الستة عشر من دوري الأبطال الثلاثاء الماضي، بعد أن مرر كرة بعرض الملعب أمام منطقة الجزاء ليحرز منها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفاً وينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1.

اللاعب لا يقع في مثل هذه الأخطاء في المعتاد، وحصل على دعم زملائه والجمهور ومدربه الذي أشاد بما يقدمه كريستنسن مؤكداً على إمكانية حدوث مثل هذه الأخطاء خصوصاً في السن الصغير والخبرة التي يتعلمها لاعب في بداية مسيرته.


المعادلة المفقودة


أيمن أشرف وكريستنسن قدما الموسم الحالي مثالين مذهلين أظهرا فيه نجاح معادلة الموهبة مع الاجتهاد والمثابرة والتمسك بالفرصة والإيمان بالذات وإثبات النفس واللعب بروح عالية وقتالية كبيرة على أنصاف الموهوبين والعديد من اللاعبين الذين نراهم ينتقلون بين الأندية بضجة إعلامية بأرقام خيالية.

أشرف وكريستنسن بعثا رسالة لكل لاعب صغير السن لا يلعب بانتظام مع فريقه وتصعب مشاركته مع في التشكيلة الأساسية بالخروج واكتساب الخبرات والاحتكاك بمدارس مختلفة والتعلم وإذا كنت جيداً كفاية ستفرض نفسك على الجميع، حتى لو كان بيتك القديم.

إعلان