بعد هدفيه في كأس العالم وتألقه في دوري الأبطال، هل يفوز صلاح بالكرة الذهبية؟

---

أحمد رضوان |  تويتر

---

أصبح محمد صلاح ظاهرةً عالميةً في الموسم الماضي بعد انفجار موهبته في عامه الأول مع ليفربول، والذي حصل فيه على العديد من الجوائز الفردية في إنجلترا وأوروبا وحتى أفريقيا.

عندما جاء الفرعون المصري لآنفيلد مقابل 49 مليون يورو، لم يتوقع الكثيرون المستوى الرائع الذي قدمه مع الفريق، لكنه كان يفكر في إثبات نفسه بعد رحيله المخزي عن تشيلسي في 2015، وبالفعل خالف صاحب الـ25 عاماً التوقعات ونجح في إشعار كل من ينتمي للبلوز بالندم على تركه.

قاد محمد صلاح ليفربول لنهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وكانت لديه فرصةً رائعةً في رفع الكأس ذات الأذنين، لولا إصابته في النهائي بعد مرور نصف ساعة إثر تدخل قوي عليه من سيرخيو راموس ، وبعد خروجه من الملعب هبط أداء الريدز الذين كانوا الأفضل في المباراة، وانتهت المباراة بخسارتهم بالثلاثة.

هناك جائزةً يرى الكثيرون أن محمد صلاح واحداً من أقوى المرشحين عليها هذا الموسم، وهي جائزة الكرة الذهبية التي احتكرها ميسي ورونالدو في العقد الأخير، فهل ينجح الفرعون المصري في إنهاء احتكار اللاعبين الأفضل في العالم ويخطف الجائزة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الأسطر التالية.

---

ما هي أرقام محمد صلاح مع ليفربول في موسم 2017-18؟

---

بعد أن جعله ليفربول لاعبه الأغلى في التاريخ بالتعاقد معه في يونيو 2017، افتتح صلاح التسجيل في ظهوره الأول مع الريدز في الدوري الإنجليزي ضد واتفورد.

ضاعف الفرعون أرقامه وواصل التسجيل لـ13 مباراة على التوالي، وحطم بذلك الرقم المسجل باسم المهاجم دانييل ستوريدج.

مع انتصاف موسم البريميرليج في يناير، كان في جعبة صاحب الـ25 عاماً 20 هدفاً، وهو ثاني لاعب يصل لهذا العديد في نصف موسم في تاريخ ليفربول بعد إيان راش، متفوقاً بذلك على مهاجم تشيلسي السابق فيرناندو توريس.

واصل محمد صلاح تحطيم الأرقام، وفي فبراير تخطى عدد الأهداف الذي سجله أحمد حسام ميدو في الدوري الإنجليزي، وأصبح هداف المصريين في المسابقة، وفي نفس الشهر واصل الفرعون التألق وأصبح أكثر لاعب يسجل أهدافاً بالقدم اليسرى في تاريخ أبناء آنفيلد مناصفةً مع الأسطورة روبي فولر.

أول هاتريك سجله صاحب الـ25 عاماً هذا الموسم كان في مارس ضد واتفورد، عندما أحرز 4 أهدافٍ أعلنت عن مناطحته لنجوم كبار في تاريخ البطولة، مثل ألان شيرار وكريستيانو رونالو ولويس سواريز أكثر من سجلوا في موسم واحد في البريميرليج.

إجمالاً، وصل صلاح لشباك 17 فريقاً مختلفاً في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وهذا الرقم لم يصل له أحدٌ من قبل، وفي نهاية الموسم حصل على لقب هداف الدوري برصيد 32 هدفاً على حساب هاري كين، وهذا العدد من الأهداف وضعه في المركز الثاني في ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبي خلف ميسي.

أنهى ليفربول الموسم الماضي في المركز الرابع برصيد 75 نقطة، وضمن بذلك المشاركة في دور مجموعات ذات الأذنين، أما على الصعيد القاري، فقد نجح الريدز في الوصول لنهائي ذات الأذنين ضد ريال مدريد لكنهم خسروا بثلاثة أهدافٍ لهدف.

كان صلاح واحداً من هدافي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، حيث جاء في المركز الثاني بالترتيب مناصفةً مع زميليه ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو برصيد 10 أهدافٍ لكلٍ منهم، أما المركز الأول فقد حسمه رونالدو لصالحه بـ15 هدفاً.

أهداف محمد صلاح مع ليفربول خلال موسم 2017-2018:

اضغط هنا لمتابعة كل جديد من أخبار ونتائج وأهداف في كأس العالم 2018 بروسيا 

---

ما هي جوائز محمد صلاح في موسم 2017-18؟

---

BackpagePix

امتلك محمد صلاح بنهاية الموسم دولاب جوائز يضاهي الذي يمتلكه ليونيل ميسي نجم برشلونة وكريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، ولم يكن هذا الأمر غريباً على متابعي صاحب الـ26 عاماً الذي تميز طوال الموسم بالأداء الرائع وثبات المستوى.

وبالرغم من أن ليفربول خرج هذا الموسم خالي الوفاض دون الحصول على أي بطولة، إلا أن الفرعون المصري لفت أنظار أوروبا بأسرها.

---

ما هي أرقام محمد صلاح مع منتخب مصر في موسم 2017-18؟

---

خاض محمد صلاح 6 مبارياتٍ من أصل 12 خاضها المنتخب المصري في موسم 2017-18.

كانت مساهمة نجم ليفربول قويةً في صعود الفراعنة لكأس العالم، حيث شارك في 3 مبارياتٍ في التصفيات هذا الموسم سجل خلالها 3 أهداف.

شارك جناح الريدز في مباراةٍ وديةٍ واحدةٍ مع منتخب بلاده، كانت ضد البرتغال التي فازت بهدفين لهدف سجله صاحب الـ26 عاماً.

لم يظهر محمد صلاح مع مصر في أولى مبارياتها في المونديال بداعي الإصابة، لكنه شارك في اللقاء الثاني والثالث وسجل فيهما هدفين بواقع هدفاً واحداً فقط في كل مباراة.

أهداف محمد صلاح مع منتخب مصر في 2017-18:

---

من هم أبرز المرشحين للفوز بالكرة الذهبية؟

---

ظهر العديد من اللاعبين على الساحة الأوروبية بشكلٍ رائع هذا الموسم، وهذا يُعطي مؤشرين هامين، الأول أن احتكار ميسي ورونالدو للجائزة على وشك الانتهاء، وأن المنافسة على الكرة الذهبية ستكون شرسةً جداً.

كريستينانو رونالدو:

بالرغم من موقعه المتأخر في ترتيب الحذاء الذهبي والدوري الإسباني هذا العام، إلا أن رونالدو كان حاسماً جداً في دوري أبطال أوروبا، ونجح في تسجيل 15 هدفاً حصل بهم على جائزة الهداف، ورفع ذات الأذنين مع ريال مدريد.

يشارك الدون في كأس العالم 2018 مع البرتغال، وخلال دور المجموعات نجح في تسجيل 4 أهدافٍ كانت لها مفعول السحر في وصول البرتغال للدور الثاني، وستكون مباراة دور الـ16 ضد أوروجواي، وفي حالة وصول صاروخ ماديرا لدور الـ4 ففرصته في الفوز بالكرة الذهبية ستكون كبيرةً جداً.

ليونيل ميسي:

تألق ميسي فردياً مع برشلونة هذا الموسم ونجح في الفوز معه بثنائية الدوري وكأس ملك إسبانيا، كما أنه فاز بالحذاء الذهبي الأوروبي وهداف الدوري الإسباني بعد تسجيله 34 هدفاً.

يعيش البرغوث فترةً هي الأسوأ له مع الأرجنتين منذ وصوله لروسيا، فحتى الآن وبعد مباراتين للتانجو في كأس العالم، لم يسجل نجم البلاوجرانا حتى عندما أُتيحت له ركلة جزاء.

أنطوان جريزمان:

ظهر جريزمان بمستوى رائع هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد، وكان هو كلمة السر في تألق الهجوم رفقة دييجو كوستا الذي عاد من تشيلسي، وفي الدوري الإسباني سجل الفرنسي الدولي 19 هدفاً هذا الموسم.

قاد مهاجم الديوك الروخيبلانكوس للفوز بالدوري الأوروبي، وهو الآن على وشط إضافة بطولة أخرى لكنها دولية، حيث يشارك مع فرنسا في كأس العالم، ويُعد أبناء ديشان أحد المرشحين الأقوياء للفوز بالبطولة.

نيمار:

صعق نيمار الجميع قبل انطلاق الموسم الماضي وانتقل من برشلونة إلى باريس سان جيرمان في صفقة هي الأغلى في التاريخ، حيث كلفت 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي له مع البلوجرانا.

تألق المهاجم الدولي مع الفريق الفرنسي، وخلال الموسم سجل 19 هدفاً في الدوري، ولولا تعرضه لإصابةٍ قويةٍ في الشتاء الماضي، لكان واحداً من أشرس المنافسين على الحذاء الذهبي.

لدى نيمار فرصةً رائعةً يمكنها تقريبه من الفوز بالكرة الذهبية، حيث أنه يشارك في كأس العالم مع البرازيل أبرز المرشحين، وفي حالة فوزه فسيكون على الأقل أحد أعضاء القائمة النهائية.

---

هل يفوز محمد صلاح بالكرة الذهبية؟

---

Getty

قدم محمد صلاح الكثير في موسمه الأول لليفربول، لكن هذا لا يعني ضمانه الحصول على الكرة الذهبية.

حقق الفرعون المصري العديد من الأرقام والألقاب الفردية هذا الموسم، كما أنه سجل عدداً كبيراً من الأهداف ساهم في وصول فريقه للمراحل النهائي في دوري أبطال أوروبا.

سيكون من الصعب حصول نجم الريدز على الجائزة هذا العام، وذلك لأن المقارنة بينه وبين أبرز المرشحين كشفت نقطة فاصلة، وهي أنه لم يفز بأي بطولة مع فريقه، أما البقية فقد حصلوا جميعاً على بطولاتٍ مع أنديتهم سواءً محلية أو قارية.

هناك أمراً آخر سيصعب حصول صلاح على الجائزة، وهو نفوذ وسيطرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الجائزة، والذي عانى منه الكثير من النجوم قبل الفرعون، أبرزهم ويسلي شنايدر الفائز بالثلاثية التاريخية مع الإنتر في 2010، والذي كان النجم الأول لكتيبة مورينيو التي حققت هذا الإنجاز، لكنه لم يحصل على الجائزة وقتها وذهبت لأسطورة برشلونة الحية، وفي 2013 تكرر هذا الأمر لكن مع ريبيري الذي فاز بالثلاثية مع بايرن ميونخ، لكن هذه المرة ذهبت الجائزة لصاروخ ماديرا.

إجمالاً، هناك معايير حاكمة للفائز بالكرة الذهبية قد تكون بعيدة بعض الشئ عن كرة القادم، وهذه المعايير هي التي جعلت نجمي برشلونة وريال مدريد يتقاسمان الفوز بالجائزة منذ عام 2008، ومع تألق ميسي ورونالدو هذا الموسم، فمن المؤكد أن الجائزة ستذهب لأحدهما.